السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
ما هي أسباب الإعاقة الذهنية؟ وهل الزواج من شاب لديه أخوان مصابان بإعاقة ذهنية يؤدي إلى إنجاب أطفال معاقين ذهنيّاً؟ وما هي نسبة احتمال إنجاب أطفال معاقين ذهنيّاً؟!
علماً بأني لا يربطني به أي صلة قرابة، فهل من الممكن أن يكون حاملا لجينات وراثية تؤدي إلى إنجاب أطفال معاقين؟ وهل تصرفات المعاق ذهنيّاً تمثل خطورة على من حوله؟!
وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فبداية لابد أن نحدد ما هو المقصود بالإعاقة الذهنية؛ فهي تعني أشياء مختلفة لمختلف الناس، فهناك الإعاقة الذهنية التي تنتج من التخلف العقلي؛ بمعنى أن الإنسان يكون منذ الولادة يعاني من قصور في عقله وفي مستوى إدراكه وفي مستوى الذكاء وفي مستوى النضوج الوجداني والتكيف الاجتماعي، فهذا نوع من الإعاقة الذهنية، وهو يتفاوت في شدته وقوته وحدته.
وهناك نوع من الإعاقة الذهنية التي تنتج من الأمراض العقلية مثل: مرض الفصام إذا كان شديداً وغير مستجيب للعلاج بصورة فعالة فقد ينتج منه بالطبع إعاقة ذهنية.
والإعاقات الذهنية بصفة عامة أيّاً كان سببها فإن الوراثة قد يكون لها دورٌ فيها، ولكن الجانب الإرثي يعتبر جانباً بسيطاً جدّاً، أي توجد جينات معينة قد تؤدي إلى إعاقة ذهنية، وهذه الجينات المعينة قد تنتقل من الإنسان إلى ذريته، ولكنها لا تنقل بالطبع إلى الإخوان أو الأقرباء الآخرين، وهذا الانتقال من الإنسان إلى ذريته يتفاوت، فهناك من يكون حاملاً لجينات مرضية معينة تؤثر على 50% من الذرية، وهناك جينات أخرى تؤثر على 25% من الذرية فقط، وهذه بالطبع لا يمكن تحديدها إلا بفحوصات مختبرية لدى الطبيب المتخصص في علم الجينات.
وكما ذكرنا أن المرض يعبر عنه في الأولاد وبنسبة 50% أو 25%، فهناك بعض الأطفال الذين لا يظهر عليهم المرض ولكنهم يكونون حاملين للجينات التي ربما تؤدي إلى المرض في أولادهم، فحين ننظر إلى الشجرة الأسرية نجد هؤلاء الأطفال الذين يحملون هذه الجينات ولم تظهر عليهم الحالة المرضية حين يكبرون ويتزوجون إذا كان أحدهم يحمل الجينات فسوف يظهر المرض الجيني على جزء من أبنائه أيضاً يتراوح ما بين 25 إلى 50%.
وبالنسبة لحالتك فلا أعتقد أن هناك خطورة حقيقية في أن تصاب الذرية بإعاقة ذهنية، ولا أستطيع بالطبع أن أنكر أن هناك احتمال ضعيف جدّاً، ولابد أن أكرر أنه ضعيف وضعيف لدرجة أنه يمكن تجاهله، وهو أن زوجك إذا كان حاملاً لأي جينات إعاقية ربما يظهر هذا على الأطفال، ولكن لا أعتقد أن ذلك سوف يحدث بإذن الله تعالى.
أولاً: كما ذكرت لك في الأصل الإعاقات الذهنية الوراثية هي قليلة جدّاً.
ثانياً: احتمال أن يكون الشخص حاملاً هذا أيضاً احتمال ضعيف.
ثالثاً: بما أنك لست على قرابة به فهذا يمنع التمازج الجيني الذي يساعد في بعض الحالات على ظهور أعراض الإعاقة الذهنية.
أعتقد في رأيي أن تتوكلي على الله، وإن شاء الله لن يحدث شيء، وإذا أتيحت فرصة الفحص فهناك بعض المراكز المتخصصة في الفحص قبل الزواج، وأيضاً إذا لم يكن هناك حرج أن تسألي هذا الأخ عن نوع الإعاقة التي يعاني منها إخوته: هل شخصت؟ وما هو مسماها؟ وبالطبع إذا كانت من النوع التي تنقل جينيّاً فسوف يكون ذلك واضحا.
وبالله التوفيق.