السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لا أعرف من أين أبدأ، كنت أشتغل، وأموري كلها كانت ممتازة، فتعرفت على شخص يشتغل معي، وحصل بيننا إعجاب، وبعدها حب، واتفقنا على الزواج، لكن حصلت بيننا مشاكل ونفور مفاجئ، ولا أعرف السبب!! ازدادت المشاكل بيننا، واتهموني بأني أريد أن أسحره، فشعرت أن حياتي تهدمت، ولن يتم الرجوع بيننا، ففقدت الأمل في كل شيء.
بدأت أحس بتوتر جزئي، وكنت لا أعرف حقيقة هذا الإحساس الغريب، كنت أقاومه، ولكن دون فائدة، وبدأت أجلس فقط، ولا آكل، ولا أفعل أي شيء، صرت ضعيفة جداً، وبدأت أعاني من نوبات صراخٍ عالٍ جداً، فذهب بي والدي إلى راقٍ، و-الحمد لله- تم استفراغ السحر الذي كان في بطني.
لكن ألم التوتر الذي أحسه إلى الآن لم أتخلص منه، أشعر بوجع في البطن، ووخزات في القلب، وشعور بتوتر العضلات، وألم في اليد اليسرى، فذهبت لطبيب القلب، وكانت النتائج سليمة، ثم ذهبت لطبيب الأعصاب، فوصف لي مهدئات لفترة محدودة، فخف التوتر، لكن حالياًِ أحس بالخوف والهلع من أبسط الأشياء، حاولت أن أقاوم هذا الشعور، ولكن بلا فائدة، مع العلم أني أقرأ القرآن، خصوصاً سورة البقرة باستمرار.
راسلتكم ربما تفيدونني في حالتي، راجية أن أحصل منكم على طريقة للعلاج من التوتر، حماكم الله.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
قطعًا العلاقات العاطفية التي تنتهي بنهايات سلبية، قد يكون لها أثر وجداني عاطفي سلبي على الفتاة على وجه الخصوص.
أيتها الفاضلة الكريمة: من وجهة نظري، إن كان في هذا الأمر خير لاستمر وانتهى بالزواج، لكن يظهر أنه -والله أعلم- ليس فيه خير أصلاً، وأن تُتهمي بأن تسحري هذا الشاب، هذا أمر غريب جدًّا، وهذا اتهام حقيقة غريب، وأعتقد أن مثل هذه الاتهامات التي لا أساس لها كانت ستعطّل الحياة فيما بينكما، فاسألي الله لنفسك الخير ولهذا الشاب الخير، وكوني حذرة فيما يتعلّق بالعلاقات المستقبلية، وأسأل الله تعالى أن يرزقك الزوج الصالح، ونحن دائمًا نرى أن الزواج فيه خير كثير، {وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يُغنهم الله من فضله}، ففضل الله عظيم وكثير.
فيجب أن يحدث لك نوع من التواؤم والتكيُّف على هذا الفراق.
وبالنسبة لموضوع نوبات الصراخ التي تأتيك: هذا يُسمَّى بالتفاعل الهستيري، وحقيقة أنا لا أحب أبدًا أن تتصف به بناتنا، والحمد لله تعالى أن هذا الأمر قد انتهى وقد انصرف.
موضوع أنك كنت مسحورة، وتم استخراج السحر: أنا أؤمن بوجود السحر والعين، لكن لي تحفّظات كبيرة جدًّا حول ما يُثار في مجتمعاتنا حول موضوع السحر أيضًا، هنالك الكثير من الشعوذة، وهنالك الكثير من الأمور التي نراها مستنكرة، وعمومًا الرقية الشرعية أمر جيد ومفيد، والإنسان إذا رأى أنه مسحور، يؤمن بأن الله سيبطله، وأن الإنسان مكرّم، وأن الله خيرٌ حافظًا، وأنه لن يُصيبه إلَّا ما كتب الله له، وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه، ويجب ألَّا نعيش تحت الأوهام والوسوسة حول هذا الموضوع.
فأريدك أن تحرري نفسك من أي فكر حول الشعوذة، توكلي على الله، واحرصي على صلواتك في وقتها، وعليك بالأذكار، والحمد لله أنت تقرئين القرآن وسورة البقرة على وجه الخصوص، فأنت في حفظ الله، وإن كان هنالك شيء من السحر فإن الله سيبطله، بل إن الله قد أبطله، ولا تشغلي نفسك أكثر من ذلك حول هذا الموضوع، اصرفي انتباهك لما هو أطيب في الحياة، اجتهدي في شأن أسرتك، وكوني عضوًا فعّالاً في الأسرة، احرصي على بر والديك، نظمي وقتك، تجنبي السهر، عليك بالقراءة والاطلاع، عليك بالحرص على العبادات كما ذكرنا، احرصي على التواصل الاجتماعي الإيجابي مع صديقاتك، حُسن إدارة الوقت دائمًا نراها أمراً عظيماً، ولا بد أن تجعلي لنفسك نصيبًا في حفظ القرآن.
نحن نحرص على أن نوضح كل الأبعاد العلاجية، ولذا سأصف لك أحد الأدوية أيضًا، دواء مفيد وسليم، سيُكمل -إن شاء الله تعالى- الرزمة العلاجية الإرشادية، الدواء يُعرف علميًا باسم (اسيتالوبرام) واسمه التجاري المشهور (سيبرالكس) لكن ربما تجدينه تحت مسميات تجارية أخرى.
أنت تحتاجين للجرعة الصغيرة من هذا الدواء، والمدة قصيرة: توجد عبوة تحتوي الحبة على عشرة مليجرامات، ومنتج آخر تحتوي الحبة الواحدة على عشرين مليجرامًا، احصلي على العبوة التي تحتوي فيها الحبة على عشرة مليجرامات، وابدئي بتناول نصف حبة -أي خمسة مليجرامات- يوميًا لمدة عشرة أيام، ثم اجعليها عشرة مليجرامات، أي حبة واحدة لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلي الجرعة نصف حبة -أي خمسة مليجرامات- يوميًا لمدة عشرة أيام، ثم خمسة مليجرامات يومًا بعد يومٍ لمدة عشرة أيام أخرى، ثم توقفي عن تناول الدواء.
لا شك أن هذا الدواء سيفيدك -إن شاء الله تعالى-، خاصة إذا استصحبت العلاج الدوائي بالإرشادات النفسية السلوكية السابقة، والسيبرالكس يتميز أنه سليم، وغير إدماني، ولا يؤثر على الهرمونات النسائية.