استشارات اجتماعية

آداب وضوابط عند الخطوبة

السؤال

السلام عليكم!

جزاكم الله كل خير!

ما هي الأسئلة التي يجب علي أن أسألها في فترة الخطبة؟ وأثناء المعاشرة الزوجية ـ أي الجماع ـ هل يمكن الاستماع إلى الأغاني أم القرآن؟ هل يمكن استماع الأغاني لكي أقول ذلك لزوجتي ـ أي الغزل ـ، أو قراءة الشعر؟

هل من نصائح عامة؛ لكي أكون سعيداً مع زوجتي؟

من فضلكم، هل هناك موقع للزواج والخطبة أتعلم فيه كيف أتكلم مع زوجتي؟

هل رؤية صورة الخطيبة التي تريد الزواج بي ـ فقط الرأس، ليس كل الجسد ـ وهي بنت خالتي، وأحترمها كثيراً هل هو جائز؟

أنا أحب خطيبتي! وهي تريد الزواج بي، وهي بنت صالحة، وإذا كان الأمر كذلك، فهل أصلي صلاة الاستخارة؟ هل تخيل الخطيبة كزوجة في المستقبل ـ كيف نكون في حياتنا، وحتى في الجماع ـ هل يجوز؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فلا ريب أن زمن الخطبة له أهمية، حيث أن الخاطب إذا رأى مخطوبته ورأته حصل بينهما شيء من الألفة، ولذلك أمر النبي –صلى الله عليه وسلم– من أراد الزواج بالنظر، لمصالح عديدة، من ضمنها حصول الألفة بين المخطوبين، كما قال صلى الله عليه وسلم: ( فذلك أحرى أن يؤدم بينكما) والمعنى أنك إن نظرت إلى مخطوبتك وقعت بينكما ألفة عاجلة، تعمق الحب بعد الزواج آجلاً.

فإن تمكن الخاطب من الكلام مع مخطوبته بحضور أحد أوليائها، فليكن محادثته معها محادثة لطيفة، يتجنب فيها التطويل الممل والاختصار المخل، بل تكون محادثته وسطاً بين ذلك، ومن خير ما يبدأ الكلام به هو السلام والسؤال عن الحال، ثم بعد ذلك شيء من الحوار الذي قد يتناول هذه المواضيع ونحوها.

مثلاً: تعبير الخاطب عن شعوره العميق بأنه يتمنى أن يُنشأ أسرة مسلمة مؤمنة عمدتها الإيمان بالله، وحفظ أوامره ونواهيه.

ثم له أن يسأل المخطوبة عن رأيها في هذا الكلام.

ومثلاً يقول: إني أحب سماع القرآن، وأسمع بعض المحاضرات الدينية، فهل تسمعين شيئاً منها؟!

وكأن يقول مثلاً: إنني بحاجة إلى زوجة تعينني على طاعة الله وعلى مسئولياتي الدنيوية كذلك، وأتمنى أن تكوني هذه الزوجة.. ونحو هذا الكلام، فهذا يشجعها على التعبير عن مرادها وإبداء رأيها.

على أننا نؤكد عليك ألا تطيل الكلام، وألا تجعل الحديث كأنه تحقيق صعب شديد، بل تحدث عن نفسك شيئاً ما، وأعطها الفرصة للحديث كذلك.

ولتعلم -وفقك الله- أن الأساس المتين الذي يُبنى عليه البيت هو الدين، وسائر الأوصاف بعد ذلك تأتي بعده، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة).

وأما عن سؤالك الثاني، فمن المعلوم أنه لا يجوز أثناء المعاشرة سماع القرآن الكريم؛ لأن وقت المعاشرة وقت يُنافي تعظيم القرآن، بل إن ذلك يُعتبر إهانة للقرآن، وقد أمر الله بتعظيم شعائره، قال تعالى: (( ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ))[الحج:32] والقرآن كلام الله الذي أمر الله بالإيمان به وتدبره (( كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ ))[ص:29].

وأما الاستماع إلى الغناء الذي يحتوي على آلات الطرب والمعازف، فإنه لا يجوز ذلك أيضاً، وقد حرم الله جل وعلا ذلك بقوله: (( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ ))[لقمان:6] ولهو الحديث هو الغناء المحرم.

وصح عن رسول الله تحريم الغناء بالمعازف، والحديث مخرّج في صحيح البخاري وسنن النسائي وغيرهما.

وفيما أباح الله سعة، فلك أن تستمع إلى الأناشيد التي تكون خالية من المعازف المحرمة، بشرط أن تكون خالية أيضاً من أصوات النساء، ولا بأس بسماعها من الرجال أو الأطفال ذكوراً أو إناثاً .

ولا شك أن الكلام اللطيف وتغزل الرجل بزوجته ليس موقوفاً على هذه الأمور، فليفطن لذلك.

وأيضاً فلا يجوز أن يتصور الإنسان في ذهنه صورة مخطوبته التي لم يتزوجها في حالة الجماع ونحو هذه الأوضاع، بل إن المسلم عفيف حتى في خطوات نفسه، ومن راقب الله واتقاه يسهل عليه دفع هذه الوساوس.

ولا بأس بأن يرى الخاطب صورة خطيبته إذا كان لا يمكنه أن يراها بنفسها، بشرط أن يكون مأموناً، وأن لا تبقى الصورة عنده بعد ذلك، بل يعيدها إليهم، والأولى عدم ذلك؛ لأن الزواج قد يتم وقد لا يتم، فربما وقع بعد ذلك حرج في بقاء الصورة عند الخاطب –كما هو معلوم–.

وأما صلاة الاستخارة فهي مستحبة ومأمورٌ بها شرعاً في مثل حالات الزواج ونحوه من الأعمال المباحة، وهي من أعظم الأسباب المعينة على الوصول إلى المطلوب، وتجنب المصائب، وهذا مجرّب معلوم لمن نور الله قلبه وفتح الله عليه من أبواب فضله.

ومن ذاق حلاوة الصلاة علم أنها أعظم ما يوصل العبد بربه، فالمحروم من حرم هذا الخير، ومن أراد الله به خيراً فتح عليه باب الصلاة، وباب التضرع إليه والإنابة والخضوع له، وهذا بابٌ عظيم قد حرمه كثيرٌ من الناس.

والله الهادي إلى سواء السبيل.

Related Posts

1 of 39