السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
في البداية أحب أن أشكركم على المجهود الجبار جعله الله في ميزان حسناتكم.
أنا محمد 22 عاماً، أعاني من فترة من ألم في الصدر في معظم الصدر، والألم ينتقل من مكان إلى مكان، كان الألم في البداية أعلى الصدر بجانب الكتف، وبعدها في مكان القلب، وبعد ذلك في المنتصف، وأيضاً ألم في العضلة التي تربط الكتف بالصدر، وألم في الذراع غير مستمر.
وأعاني أيضاً من دوخة مستمرة أو خفة في الرأس لدرجة أني لا أخرج من البيت بسببها، وعندما أركب السيارة أو المواصلات أحس بضيق تنفس، وصراحة لا أدري ماذا أعمل.
وكنت قد ذهبت لدكتور قلب وكشف علي قبل سنتين، وكنت أعاني من ضربات قلبي، وقال لي بالحرف الواحد: (أنت زي الفل، أنت بتدلع!!!!).
ومع ذلك الألم ما زال موجوداً، بعد ذلك ذهبت لدكتور باطنية وقلب، وقال لي: لديك حساسية في المعدة من التدخين.
حالياً أنا – الحمد لله – تركت التدخين وما زالت الأعراض كما هي بل وتزيد، ولا أدري ماذا أعمل، حالتي النفسية أصبحت صعبة، لا أخرج من البيت بسببها، فماذا ترون حالتي وبماذا تنصحونني؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
ففي مثل سنك أهم شيء في آلام الصدر التأكّد من عدم وجود أي مشكلة في القلب، مثل ترهل الصمام الميترالي، وهذا – والحمد لله – فقد تم التأكّد من عدم وجوده عن طريق طبيب القلب.
وعلى ما يبدو من وصفك أن الألم من عضلات الصدر، وهذا من أكثر أسباب آلام في مثل سنك، وأنت ترى أن هذه الأعراض والتي يعاني منها كثير من الناس قد أثّرت عليك، وجعلتك محبوساً في البيت، وأنت لا تعمل ولا تخرج للشارع، وكنت مدخناً ولم تذكر إن كنت قد راجعت طبيباً آخر بعد كل هذه الفترة وتركت نفسك حبيس كل التساؤلات.
ألا توافقنا الرأي أن هناك عوامل نفسية في الموضوع، فأنت في سن 22 وهو سن النشاط والحيوية، وسن الإنتاج، وعلى الإنسان أن يتخلص من كل عوائق أمام طموحاته، وكلما جلست في البيت كلما فكرت أكثر في الأعراض التي تشكو منها وأصبحت هذه الأعراض جزءاً من تفكيرك اليوميي، وبالتالي ترسخت عندك وفي تفكيرك أنه لابد وأن يكون يكون شيئاً عضوياً: (وحالتي النفسية بقيت وحشة ومبخرجش من البيت بسبب كده)، فهذه كلمات من أصبح يعاني من الاكتئاب، وكثير ممن في سنك قد يعانون من هذه الأعراض، ولا يوجد عندهم شيء، وعلى الرغم من طمأنة الأطباء يبقى عندهم التخوف؛ ولذا عليك أن تضع حداً لهذا.
والحساسية للتدخين التي قال لك طبيب الباطنية أنها السبب، فقد قمت أنت بعمل كبير وجبار، وهو التوقف عن التدخين، وهو عمل يدل على أن همتك عالية، وقادر على أخذ قرارات كبيرة، وقادر على أن تأخذ بنفسك إلى ما ينفعها، وثق تماماً أنه لن ينفعها بقاؤك في البيت.
وبالله التوفيق.