السؤال
السلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته:-
سؤالي موجَّه إلى د. محمد عبد العليم.
وجزى اللّه الطبيب المجيب عني خير الجزاء.
ولكن وددت أن أضيف أنني واللّه أبحث عن طبيبة مناسبة منذ شهور، بل ربما سنة ولم أجد، وعندما لم تجد محاولاتي نفعا فكرت في أن أتناول دواء من تلقاء نفسي، ولكني تراجعت خشية أضراره.
في البيت لا يراعون ما أمر به، ويرون بكائي وانهياري مبالغة، وأن أمر حالتي النفسية بيدي وأنه من السهل الخروج من تلك الدائرة.
مؤخرا راودتني فكرة الانتحار، وأنه ماذا لو لم يكن حراما؟
ولكن بفضل اللّه كانت مرات نادرة جدا، وقضيت عليها سريعا، هل تنصح حضرتك بدواء معين لي رجاءً؟
علما بأني قد شاهدت الحلقة التي قدمتها حضرتك بعنوان “القلق” ببرنامج حتى تطمئن على اليوتيوب.
وجزاكم اللّه عنا خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
وشكراً على الكتابة إلينا مجدداً، نعم قد كنت أجبتك على سؤال سابق لك، ونصحتك بالبحث عن طبيب أو طبيبة نفسية حيث تسكنين، ولكن كما يبدو من سؤالك أنك لم تحصلي على طبيبة في مكان سكنك، نعم مع الأسف هذا الحال موجود في كثير من المناطق، والمدن في العالم العربي قد لا يتوفر فيها العدد المناسب من الأطباء النفسيين.
ومع ذلك يمكنك أختي الفاضلة أن تتناولي دواء الفلوكستين 20 مليجراما، وهو أحد مضادات الاكتئاب، ويفيد مع القلق والتوتر أيضاً، وهو من الأدوية التي تعمل عن طريق التأثير عبر الناقل العصبي السيرتونين مما يعيد توازن هذا الناقل العصبي في الدماغ، وبالتالي يحسن المزاج، ويعالج الاكتئاب، يمكن أن تبدئي بجرعة 20 مليجراما، وقد لا تحتاجي أن تزيديها، ولكن بعد عدة أسابيع إن لم تكن الاستجابة بالقدر الكافي يمكن زيادتها أو رفعها إلى 40 مليجراما، دوماً نحن ننصح عادة أن يكون تناول الأدوية النفسية تحت إشراف الطبيب النفسي.
ولكن إن لم يوجد فلا حول ولا قوة إلا بالله، والناس مضطرون إلى البحث عن بدائل أخرى، وخاصة أن الاكتئاب عندك ليس سهلاً حيث إنه ترافق بالفكرة الانتحارية لا قدر الله، وأحمد الله تعالى أن صرفك عن هذا فأنت لا تحتاجين أن أذكرك بحرمة هذا، وأدعوك بالإضافة إلى العلاج الدوائي أن تتواصلي مع صديقاتك، وربما صديقة واحدة ترتاحين لها بحيث أن الحديث معها والفضفضة يمكن أن تخفف بعضاً من معاناتك، أشكرك على أنك شاهدت حلقة القلق عبر اليوتيوب في برنامج حتى تطمئن، وهناك بعض الحلقات الأخرى المفيدة لك بإذن الله سبحانه وتعالى.
أدعو الله تعالى لك بالصحة والعافية، ونسمع عنك أخبارك الطيبة بإذن الله.