السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
سؤالي: أنا متزوجة منذ فترة، وأحب زوجي وهو يحبني، وأحب معاشرته وهو أيضاً، ولكن عندي مشكله البرود، من الناحية النفسية أرغب بمعاشرته، ولكن أشعر أن جسمي لا يحتاج للمعاشرة، -والحمد الله- لا أعاني من أي مرض، وحتى إن لم تحصل المعاشرة لا يتركني زوجي حتى أصل إلى النشوة الجنسية، أنا أريد أن تفيدوني بدواء يجعل جسمي وأحاسيسي تنبه عقلي إلى الجنس، أريد دواءً يجعلني أبادر إلى زوجي، لأني بصراحة أحبه كثيراً، ولا أريد أن تبرد العلاقة بيننا.
والأفضل أن آخذ الدواء قبل مدة مثلاً ساعة أو نصف ساعة، ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أحب أن أطمئنك – يا عزيزتي- وأقول لك بأن ما تشتكين منه لا يعتبر برودا جنسياً، فالبرود الجنسي يعني عدم الرغبة مطلقا بالممارسة، ولا بمقدماتها، بينما أنت تقولين بأنك تحبين معاشرة زوجك، وتصلين خلال العلاقة الزوجية للنشوة الجنسية.
إن ما يحدث عندك في الحقيقة هو أن العلاقة الجنسية بحد ذاتها لا تحتل حيزا في تفكيرك، وهي ليست المصدر الرئيسي عندك للمتعة في حياتك مع زوجك، ويبدو بأن ما بينكما من الحب والألفة ما يجعلك تشعرين بمتع أخرى كثيرة تغنيك، بل وتتفوق على متعة ممارسة الجنس، وهذا هو أمر طبيعي جدا في الإنسان العاطفي والحساس، ومن الواضح بأنك من هذا النوع.
ولأريحك بعض الشيء، ولأؤكد لك ثانية على أنك طبيعية أقول: إن الدراسات الحديثة قد أظهرت بأن غالبية النساء اللواتي يشتكين من مثل هذه الحالة أي عدم التفكير بالجنس، أو ممن يشتكين من برود جنسي حقيقي، هن من أكثر النساء عطاءً وتضحية لعائلاتهن وللآخرين، ومن أكثرهن مودة، وحبا لأزواجهن, وبالعكس هن دافئات حنونات، ولسن باردات.
والتفسير في هذا الشيء هو إن هؤلاء النسوة يجدن متعتهن ورضاهن من خلال المشاعر والعواطف، فتحتل العائلة والزوج الجزء الأكبر من تفكيرهن، وتكون الأولوية في حياتهن للحب والعطاء وليس للأخذ ويكتفين بذلك.
إن الرغبة الجنسية تختلف في المرأة عنها في الرجل، فالرغبة الجنسية عند المرأة لا تكون بنفس المستوى طوال الشهر، والهرمون المسئول عن الرغبة الجنسية عند المرأة لا يرتفع بشكل واضح إلا في فترة التبويض من الدورة الشهرية، ولعل في هذا الأمر حكمة إلهية عظيمة, وهي أن تقبل المرأة على زوجها في فترة التبويض، فترتفع نسبة حدوث الحمل، – بإذن الله تعالى-.
أنت بشكواك هذه تقدمين مثالاً واضحا لما ندعو السيدات دوما لفعله، وهو إعطاء الأولوية لمشاعر الود والحب كمصدر للمتعة والرضا في الزواج، وعدم جعل المتعة الجنسية هي المصدر الأساسي، فهذه المتعة – أي المتعة الجنسية تتغير حسب الظروف وستقل أو تختفي مع الزمن, (مثل التقدم في السن، أو المرض، أو السفر، أو غير ذلك)، بينما المتعة التي تنتج عن الحب والألفة والعطاء بين الزوجين هي التي تبقى، بل وستزداد أكثر مع الوقت.
بالطبع يا عزيزتي أنا لا أقول لك بأن لا تفكري مطلقا في العلاقة الجنسية, لكن أقول لك بأنك امرأة على فطرتها السليمة، لم تشوهها وسائل الإعلام المغرضة، امرأة رضيت بمتعة العاطفة ودفء العائلة كمصدر أساسي للرضا وللمتعة، وفضلتها على أي شيء آخر.
وهنا أحب أن أطمئنك بأن علاقتك بزوجك هي علاقة صحية وسليمة، وستزداد قوة مع الزمن؛ لأنها تستند على الأسس السليمة – إن شاء الله -.
ولأنك طبيعية جداً، فأريدك أن تعرفي بأنه من الخطأ أن تتناولي أية أدوية، والنصيحة التي أقدمها في مثل هذه الحالات هي أن تختاري الوقت الذي تجدينه مناسبا لك ولزوجك، وأن تقومي بتوضيح حقيقة مشاعرك نحوه في هذا الشأن بالذات، فتؤكدي له أولا على أنك تحبينه، وترغبين به في كل مرة يقاربك، وتودين لو أنك تملكين الجرآة على أن تكوني البادئة في طلب العلاقة، لكنك تخجلين من هذه المبادرة، أو أنك تفضلين أن يبادر هو بسبب طبيعتك الحساسة، أو غير ذلك من المبررات التي تعطي انطباعا ايجابيا عن شعورك نحوه.
وأشجعك أيضا على إظهار تجاوبك معه في كل مناسبة زوجية، وأن تظهري له رضاك بكل شيء يفعله من أجلك، وأشعريه بأنك وصلت معه للذروة، حتى لو لم يحدث هذا، ( طالما أنك راضية ) وهذا نوع من المجاملة المحببة، ولا بأس في ذلك، ولتعلمي بأن الكثير من النساء الحكيمات واللبقات، يلجئن إلى هذه الطريقة من أجل التحبب لأزواجهن والتخفيف عنهم شعورهم بالتقصير، وإشعارهم بأنهم قاموا بتأدية واجبهم الزوجي على ما يرام، مما ينعكس بالإيجاب على معنويات الزوج ومشاعره.
ولا يوجد لغاية الآن أدوية مرخصة طبيا تزيد من الرغبة الجنسية عند الأنثى، التي هي شابة وفي سن النشاط التناسلي مثلك، ومثل هذه الأدوية تعطى في بعض الحالات الخاصة جداً بعد سن انقطاع الطمث، ولفترات محدودة فقط، فهي عبارة عن هرمونات، ولها أعراض جانبية كثيرة.
نسأل الله العلي القدير أن يديم عليك ثوب الصحة والعافية دائما.