السؤال
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
أنا شاب بعمر 31 عاماً، عائلتي تسكن في قرية ريفية، وأنا أعمل في إحدى الدولة العربية وأزور بلدي تقريباً من شهر إلى شهرين كل عام.
أهلي يطلبون مني التعجيل لاختيار فتاة للزواج، والمشكلة أن أغلب الناس التي أتقدم بطلب خطبة ابنتهم، يطلبون أن أستقل أنا وزوجتي في ما يتعلق بالمأكل والمشرب، بعيداً عن ما يسمى “لمة العائلة”، رغم أني كنت قد أخبرت أهلي برغبتي هذه أيضاً منذ عام، إلا أني وجدت غضباً وحزناً وعدم رضًا تام عن هذا الأمر، رغم أن السكن سيكون بنفس المبنى الذي يسهل معه برهم ومساعدتهم.
بالإضافة إلى وجود أخوين غيري، أحدهما متزوج والآخر على وشك الزواج، وبنفس المبنى.
من جانب آخر: أُفضل أن أصطحب زوجتي معي في سفري، نظراً لقلة إجازاتي.
فهل أخالف رأي أهلي وأتزوج وأستقل، أم أترك لهم قرار اختيار زوجة أخرى لمجرد أنها ستعاونهم في حوائج المنزل، وستقبل بالعيش في “لمة العائلة”؟
علماً بأن من يختارها أهلي قد لا أرغب بها زوجةً لي، وقد لا تناسب عقليتي وتعليمي، واختيار تلك الأولى قد ينشأ عنه ضغينة بين زوجتي وأهلي من قبل وبعد الزواج.
أنا في حيرة من أمري، وليس لدي الوقت الكافي، فهل أبحث عن فتاة أخرى؟ وهل هناك صيغة تفاهم معينة، وسطية ترضي جميع الأطراف؟ فأنا لا طاقة لي لا بقطيعة أهلي، ولا بمشاكل أسرية، وحتى وأنا بعيد قد لا أعرف التعامل مع تلك المشاكل، نظراً للسفر.
جزاكم الله خيراً.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أخي الكريم: إننا نحمد الله إليك الحرص على صلة أهلك والإحسان إليهم، وهذا واجب عليك لا على غيرك تجاه أهلك، ولا بد أن تقوم به وفاءً لما بذلوه لك، والتزاماً بأمر دينك الذي جعل عقوقهم من أمارات غضب الله على العبد، وبرهم من رضوان الله عليه.
ثانياً: الزوجة -أخي الكريم- ليست خادمة لأهل الزوج، ولا هي مطالبة بذلك شرعاً، بل إن فعلت فهذا من باب الإحسان إلى الزوج وليس واجباً عليها ذلك، هذه قاعدة يجب أن تكون حاضرة عندك، برك بأهلك هو فرض عليك أنت لا على غيرك.
ثالثاً: قد فهمنا أن السكن سيكون في البيت، وأن مسألة الأكل والشرب مع الأهل تخضع لعوامل أخرى منها الراحة النفسية، والأهلية، والشرعية، فقد ذكرت أن لك إخوة ذكوراً في البيت، وهذا يجعل حركة الزوجة في البيت مقيدةً نوعاً ما.
رابعاً: إننا ننصحك بما يلي:
1- البحث عن زوجة صالحة ترتضيها أنت من الناحية الدينية والأخلاقية والمظهر العام، فإن وجدت ذلك فتوكل على الله، فدينها وأخلاقها سيكونان معيناً لك على برك بأهلك، فاطمئن.
2- لا توافق على فكرة الزواج بمن تخدم أهلك دون الاقتناع بها، فإن هذا ظلم لك ولها، والزواج لم يبن على ذلك.
3- لا تطرح فكرة الانفصال ولا الحديث عنه الآن، بل اجتهد أن تعمق العلاقة الطيبة بين أهلك وزوجتك، على أن تخبرها أن برها لأهلك ليس واجباً عليها، بل هو من إحسانها إليك، وهنا ستفعل صاحبة الدين ما تريده وهي سعيدة.
4- أحسن إلى أهل زوجتك ما استطعت، فالإحسان لا يولد إلا الإحسان.
أخي الكريم: لا تقدم على الزواج إلا بعد الاستشارة والاستخارة، واحرص على إرضاء أهلك ما استطعت دون أن تظلم زوجتك، وعلى الإحسان إلى زوجتك دون أن تبتعد عن أهلك.