السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا طالبة في المتوسطة، والسنة المقبلة هي آخر سنة، وأنا لا أعرف ماذا أختار لكي أكمل دراستي فيه، فأنا أحب الرسم، وعلم الآثار، والإعلام، وأتمنى أن أدرس خارج البلاد تخصص تصميم الأزياء، أو أدرس الطب النفسي والجراحة، فأنا لا أعرف ماذا أختار؟
لقد استشرت الأهل وما زاد الأمر إلا تعقيداً، فأنا في حيرة لا أعرف أن أختار أي شيء، فإذا خيرتني بنوعين من الطعام لا أعرف ماذا أختار؛ فما بالك أن أحدد مستقبلي بخياري أنا؟!
اعلموا أنني أنتظر إجابتكم وأن كلي أمل إنكم ستساعدونني.
وشكراً لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونحن سعداء بتواصلك مع الموقع وأنت في هذا العمر، فمرحبًا بك ابنتنا بين آبائك وأمّهاتك وبين إخوانك، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، وقد سعدنا بداية بوجود فكرة اختيار التخصص في هذا الوقت المبكّر، واختيار الجانب الذي تميلين إليه.
ونحب أن نؤكد أنك صاحبة القرار في هذه المسألة، ولكن هناك أمرٌ آخر أرجو أن تنتبهي له، وهو الدرجات المؤسسة لكل تخصص، الذي يريد أن يدرس الإعلام مثلاً هناك مواد مُعيَّنة – مثل اللغة العربية أو غيرها، واللغة الإنجليزية – ينبغي أن يُبرز فيها، والتي تريد مثلاً أن تُكمل دراستها في عالم الطب فمسألة علوم الفيزياء والكيمياء – خاصة الأحياء – تصبح أساسية، فأنت في مرحلة ميلُك لهذه الأشياء جميل، لكن الدرجات أيضًا تتكلَّم ولها كلمة، فحبّك للمواد الأساسية المؤسسة لكل تخصص له علاقة.
ولذلك أفضل مَن يُعينك في هذا المجال هم الأساتذة والمعلِّمات الذين درستِ عليهم، لأنهم يعرفوا ما عندك من القُدرات وما عندك من الملَكات.
ونحب أن نؤكد أن التخصص الناجح هو الذي يجد الإنسان في نفسه ميلاً إليه، وشغفًا شديدًا به، وأيضًا في نفس الوقت يُحبّ المواد الأساسية في هذا التخصص، وهو متفوّق فيها، قادرٌ على فهمها واستيعابها.
لذلك أرجو أن تُلاحظي هذا، أن تُلاحظي المواد التي أنت متميزة فيها، وتستمعي لوجهة نظر معلِّمة الصف أو مسؤولة الصف، ثم بعد ذلك تبحثي عن الميول التي في نفسك.
وهناك أمرٌ آخر أيضًا من المهم أن تنظري إليه، وهو: الأعمال التي تُناسب المرأة في الحياة، هناك أعمال فيها شيء من الإزعاج بالنسبة للفتاة، لكونها والغالب فيها أنها أعمال يتخصص فيها الرجال، فنحن لا نريد لك مثل هذه التخصصات، بل نريد لك مجالاً تجدين فيه راحتك بأكبر مقدار ممكن، وراحة الفتاة في أن تكون بعيدة عن الرجال.
ونسأل الله تبارك وتعالى لنا ولك التوفيق والسداد، ونرحب بتواصلك مع الموقع بعد الرجوع إلى المعلِّمات، بعد تحديد الدرجات، لأن هذا كلّه ممَّا يُساعدك ويُساعدنا في تحديد التخصص المناسب.
بارك الله فيك، ووفقك لكل خير.