السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدي عدة استشارات، الأولى عن تعرق الإبط, والثانية عن الدوخة, وزني 103كيلو, وطولي 167سم, وعمري 21عاما.
أولاً: تعرق الإبط الأيمن, وأرى السبب هو استعمال موس الحلاقة لحلق الشعر الموجود بالإبط, وبعد الانتهاء من الحلاقة وضع مضاد التعرق, أحسست مباشرة بمثل القرصات, وبحرارة الإبط, والآن كلما أحس بحرارة الجو أو أخرج في الشمس يأتي العرق.
استخدمت عدة كريمات ومنها: مرهم (فيوسكورت) ولم يأت بنتيجة, ومرهم (باكتروبان), وهذا المرهم أخذته من موقعكم ونفعني, لكن لمدة قصيرة لا تتعدى الأسبوعين, وقبل استعمال المرهم كان مع العرق تظهر رائحة, ولكن بعد الاستعمال اختفت الرائحة, والآن فقط بقي العرق.
ذهبت إلى الدكتور, وقال لا يوجد لدينا حل إلا (البوتكس) وعلاج رذاذ, ولم ينفع, وبالعكس زاد علي, وأنا لا أريد البوتكس.
ملاحظة: استعملت الكريمات بعد الذهاب إلى الدكتور.
ثانياً: عندي دوخة تأتي عند لعب الكرة والمشي الطويل, ذهبت إلى الدكتور, وعمل لي تحليل نقص الدم, والنتيجة كانت 16ونصف نسبة الدم, وقال بأنه طبيعي, وهذه الدوخة معي وأنا صغير, وعمري 7 سنوات, فهل الوزن هو السبب؟
أخيرا أشكر الجميع, وبصراحة هذا الموقع أعجبني, وإن شاء الله يكون بميزان حسناتكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن ما تعاني منه هي حالة مرضية تسمى فرط التعرق, وفرط التعرق حالة شائعة يعاني منها الكثير من الناس, وتتمثل في زيادة التعرق بشكل غير طبيعي, وغير متوقع, ودون وجود سبب يؤدي إلى ذلك العرق الزائد, وفي أغلب الأحيان يكون في جزء معين من الجسم مثل الإبط، راحة اليد، باطن القدم.
والتعرق الطبيعي عملية فسيولوجية تحدث عند ارتفاع درجة حرارة الجسم عن المعدل الطبيعي, فتبدأ الغدد العرقية في إفراز العرق للتخلص من تلك الحرارة الزائدة, فتجعل الجسم باردا, وبالتالي يعود الجسم إلى درجة حرارته الطبيعية, وبذلك يعمل العرق على تنظيم درجة حرارة الجسم.
أما في حالات فرط التعرق؛ فإن التعرق الزائد يتجاوز احتياج الجسم في تنظيم حرارته, ويحدث دون أي ارتفاع في حرارة الجسم, وهناك عدة أنواع من فرط التعرق:
1- فرط التعرق الأولي: يكون فرط التعرق دون وجود سبب واضح, وغالبا يكون في جزء من الجسم, وليس الجسم بأكمله, فيكون في راحة اليد، الوجه، الإبط، باطن القدم.
2- فرط التعرق الثانوي: يكون فرط التعرق بسبب معروف, وغالبا يصيب الجسم بأكمله, والأسباب التي تؤدي إلى فرط التعرق الثانوي هي:
– السكر, السمنة, الاضطرابات النفسية, الاضطرابات الهرمونية كارتفاع هرمون الغدة الدرقية, كما أن بعض الأدوية يكون لها تأثير على زيادة إفراز العرق, ويكون العلاج في هذا النوع من فرط التعرق عن طريق معرفة السبب وعلاجه.
وبالتالي لا بد من عمل بعض التحاليل مثل نسبة السكر في الدم, ونسبة إفرازات الغدة الدرقية.
أشرت في رسالتك إلى أنك جربت العلاجات الموضعية ولكن الفائدة محدودة, وفي الواقع أن الكريمات لا تعالج فرط التعرق؛ لأن العرق ناتج عن زيادة إفراز الغدد العرقية في تلك المنطقة, ولكن تساعد على منع البكتيريا من تسبب الرائحة الغير مستحبة للتعرق.
هناك علاجات مثل سائل (كلوريد الالومونيوم) 25% يساعد على تقليل التعرق, ولكن بشكل موقت بين أسبوع وعشرة أيام, ثم يعود التعرق مرة أخرى.
هناك أيضا علاج فعال وواعد إن لم يكن هناك سبب مرضي يمنع ذلك بعد عمل التحاليل؛ فإن العلاج بالحقن الموضعي البوتكس(Botox) قد يوفي بالغرض, كما أخبرك الأطباء, ويعتبر هذا العلاج من العلاجات الناجحة والآمنة في علاج حالات زيادة التعرق في الإبطين, وراحة اليدين, وباطن القدمين, وتدوم فاعليته في حدود 6 أشهر.
أما موضوع الدوخة التي تصاحبك منذ كان عمرك 7 سنوات فأسبابها كثيرة ومتعددة, وهي تحتاج إلى التواصل المباشر مع طبيب المخ والأعصاب لكي يقوم بالفحص المباشر, وبعمل التحاليل المطلوبة, أو الأشعات إذا كان الأمر يستدعي ذلك.
والمعالجة عن طريق الاستشارات غير المباشرة قد لا تساعد كثيرا في هذا الموضوع.
أرجو لك من الله الشفاء التام.