السؤال
السلام عليكم
أنا شاب، عمري 27، من بلد الظلم، بلدي تمزق وشعبه يباد ولم أقدر على فعل شيء سوى تركه والهجرة إلى بلد آخر، ولكن أظن أنه ليست هذه المشكلة، منذ فترة بعيدة أشعر بأنني منفصل عن الواقع وكأنني أشاهد الحياة من مقعد المتفرجين، لا أريد فعل شيء، وعندما أجبر نفسي على فعل شيء أفشل فيه فشلا ذريعا!
ضاع عمري في المدارس والجامعات وكنت من المتفوقين، وكان جميع من يعرفني يشهد لي بالذكاء الحاد، في مرحلة ما تركت الجامعة في السنة الرابعة ولم أعد أريد الدراسة، وأعمل بعيدا جدا عن مجالي حيث عملت في المصانع حمالا، وعملت في المطاعم والمحلات، وكل ما كان أحد يسألني عن ماذا درست ويعلم أني كنت أدرس هندسة الحواسيب ينظر إلي نظرة استغراب، وأصبح محط سخرية، أعلم جيدا ماذا يجب أن أفعل، وعندما يستشيرني أحد أرشده وأساعده، ولكن مع نفسي أشعر بالعجز ولا أقوم بفعل شيء، وأخاف وأحترز من أن يلومني أحد في أي شيء.
لدي تبلد بالشعور حتى خطر لي أنه يجب أن أعيش ألما كبيرا حتى يعود لي الشعور بالحياة، أنا مسلم وجميع أفراد عائلتي ملتزمين، ولكن أنا شذذت كثيرا عنهم، ولدي أخطاء كبيرة لا يمكنني تصحيحها، أحاول أن أستغفر ولكن أشعر أنه فقط يخرج من لساني!
أنا عن نفسي أريد أن أكون مع الناس الضالة ولكن أيضا أعلم أنهم على خطأ وأخاف إن سمحت لنفسي بفعل كل ما أرادته أن انزلق ولا أستطيع العودة! وأرى أن لدي عقلا راجحا وإدراكا مختلفا عن بقية الناس، أي لست بالأحمق أو الأبله، ولكن أفعالي وتصرفاتي تقول العكس، أفكر بكثرة ولكن لا أفعل إلا ما أضطر إلى فعله، كالعمل من أجل العيش.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أخي العزيز، يبدو من رسالتك أن أمورك الحياتية والعملية بحاجة إلى إعادة تنظيم، فإذا كنت تقصد من رسالتك الوصول إلى حل لما عليه حالك الآن، نقدم لك الإرشادات العملية التالية:
– ضع أهدافا واقعية مكتوبة قابلة للتحقيق ضمن جدول زمني مرسوم.
– ليس بالضرورة أن تعيش الألم لكي تكون حياتك هانئة، فالتخطيط العقلاني الإيجابي يساعد الشخص على تحقيق أهدافه كما خطط لها.
– استفد من مشاعرك ونقاط قوتك لتكون هي المحرك لك نحو التغيير.
– فكر بأشخاص يمكن أن يقدموا لك الدعم لتحقيق أهدافك أو في حال اتخذت قرارات معينة.
– ابحث عن فرصة لإكمال دراستك، أو التخصص في مجال محدد، من خلال الإلتحاق بدورات متخصصة أو معاهد تقنية، فالعالم حالياً يبحث عن ذوي التخصصات الدقيقة في مجال محدد.
– اسع إلى أن يكون لك عملك الخاص، فبذلك تستطيع أن تعيش باستقلالية، وتتخذ قرارات تصب في النهاية في صالحك.
– التغيير، واتخاذ القرار، وتحسين حاضرك ومستقبلك، جميعها أمور لا تجتمع مع “السير في طريق الضلال”. فإذا كنت تريد النجاح فعليك بالاستقامة، والابتعاد عن رفاق السوء.
– تجنب حياة الفوضى، ولا تراكم عليك المهمات المطلوبة في حياتك، رتب “أوراقك”، لتكون أكثر تنظيماً ونجاحاً.
– إذا أردت النجاح عليك أن تدرك ذاتك “من أنا”، وهذا تصل إليه من خلال زيادة الوعي على ذاتك، لذا أكتب السلبيات والإيجابيات في شخصيتك، وقارنها بالمنطق والمعايير الأخلاقية والاجتماعية المتعارف عليها، وليس معايير من بناة أفكارك أنت، عندها سوف تعرف أين تقف.
وفقك الله لما يحبه ويرضاه.