السؤال
يا دكتور! أشعر عند السير بالسيارة بدوخة ودوار في رأسي، وهذه الحالة مستمرة معي منذ عدة سنوات، فأرجو منك يا دكتور مساعدتي ووصف الدواء المناسب لي، ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالشعور بالدوخة الذي يكون مرتبطاً بموقف معين ربما تكون أسبابه عضوية أو تكون نفسية، وبصفة عامة فمن أكبر مسببات الدوخة هو التهابات الأذن الداخلية، وهذه الالتهابات في كثير من الأحيان تكون غير واضحة أو غير ظاهرة، ولا يكون السبب فيها البكتريا، إنما يكون السبب هو نوع من الفيروسات.
أو ربما يكون هنالك ضعف بسيط في الدورة الدموية في هذه المنطقة، أو ربما يكون هنالك عدم توازن في السائل الليمفاوي، وهذه هي الأسباب العامة المتعلقة بالأذن الداخلية وجهاز التوازن المرتبط بها، وفي بعض الحالات تكون هنالك خشونة بسيطة في السلسلة الفقرية لعظام الرقبة والتي منها تخرج بعض الأعصاب، ربما أيضاً إذا تحرك الإنسان أو حرك رقبته والتفت بسرعة ربما يؤدي ذلك إلى الدوخة.
هنالك حالات أيضاً تكون مرتبطة بضعف في النظر لا يلحظه الإنسان، وحيث أن الإنسان يتطلب الكثير من التركيز في أثناء السواقة فربما يؤدي ذلك إلى هذا الشعور بالدوخة.
هذه هي الأسباب العامة، وليس من الضروري أن تنطبق عليك، ولكن رأيت ذلك من قبيل التوضيح.
أما من ناحية الجانب النفسي؛ فهنالك حالات من المخاوف أو الهرع البسيط المتعلق بالأماكن المغلقة خاصة السيارة، ربما هذه المخاوف تظهر في شكل دوخة.
عموماً.. فكما ذكرت لك، هذا الموضوع إن شاء الله يمكن التغلب عليه، ولكن الذي أنصح به هو أن تقومي بمقابلة أخصائي أمراض الأنف والأذن والحنجرة، وذلك للتأكد من سلامة الأجهزة المتعلقة بالتوازن.
الخطوة الثانية: هنالك دواء يعرف باسم بيتاسرك Ptaserc، ويعطى بجرعة حبة صباحاً ومساء، وقوة الحبة هي 16 مليجراماً لمدة أسبوعين، ثم يخفض إلى حبة واحدة لمدة أسبوع، هذا الدواء يعرف عنه أنه يساعد جدّاً في علاج مثل هذه الدوخة والشعور بدوار الرأس؛ لأن هذا الدواء ينشط الدورة الدموية المتعلقة بجهاز التوازن لدى الإنسان.
إذا تم التحسن عن طريق هذا الدواء، فإذن السبب هو سبب عضوي بسيط، أما إذا لم يتم التحسن فيعتبر السبب هو السبب النفسي، وفي هذه الحالة أرجو أن تتناولي عقاراً يعرف باسم زيروكسات، الجرعة المطلوبة في هذه الحالة هي جرعة صغيرة، تبدئي بنصف حبة – 10 مليجرامات – ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوعين ثم ترفع الجرعة إلى حبة كاملة 20 مليجراماً ليلاً بعد الأكل لمدة شهرين، ثم تخفض الجرعة بعد ذلك إلى نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم إلى نصف حبة يوماً بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم يتم التوقف عنها.
لا شك أن الثقة بالنفس وعدم التركيز على هذا الذي يصيبك سوف يساعدك كثيراً في اختفاء هذه الحالة مهما كان سببها، كما أن الالتزام والحرص على دعاء الركوب إن شاء الله يجعل الإنسان يكون أكثر توازناً وشعوراً بالطمأنينة.
وبالله التوفيق.