السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا طالب، مشكلتي بدأت منذ ٣ أشهر تقريباً أثناء عطلتي الصيفية بعد أسبوع من إنهاء امتحاناتي، بدأت بعد رجوعي من السباحة حيث لاحظت انسداداً طفيفاً في أذني، ولكن ما لبث أن زال هذا الانسداد بعد يوم مما أثار فضولي ودفعني للبحث عن نقص السمع، فكان من أعراضه: طنين الأذن، عندها بدأت أوسوس بهذا العرض على الرغم من أنني لم أشكُ به، فأصبحت كلما أسمع صوت رنين أقلق، وأصاب بهلع شديد، فأنا دائم الترصد والقلق إلى درجة أني أصبت بأرق واكتئاب شديد جداً، فكنت أنام ساعتين ثم أستيقظ تلقائياً، وأرى كوابيس مزعجة جداً، ليس لدي مشكلة ببدء النوم ولكن باستمراريته.
الآن تحسنت نوعاً ما فأصبحت أنام ٤-٦ساعات، علماً أن لي سوابق مع وساوس الأمراض والموت، ولكن كانت تستمر لمدة شهرين ثم تزول وأنساها، اشتريت سدادات للأذن ولكن عندما أضعها أو حتى أضع أذني على الوسادة أسمع صوت الرنين أقرب للهسهسة، ولكنه ليس مزعجاً، من خفيف إلى متوسط الشدة، وأستطيع النوم معه.
سؤالي: هل هذا طبيعي، أم أن هذا طنين في الأذن؟ وكيف أعرف أن لدي طنيناً، علماً أنني زرت طبيبين وكلاهما أكد على سلامة سمعي؟ ولماذا أنا سريع التأثر بأي كلام يقال؟ فأنا فقط أريد أن أعود إلى طبيعتي التي كنت عليها.
علماً بأني تخاصمت مع صديقي قبل أسبوع بسبب نعمة قد أنعم الله علي بها، وقد أحسست أنه قد أضمر لي الحقد والشر، فمنذ أن تعرفت عليه كان يستغل طيبتي ويتكلم عني بسوء بغيابي، ولا يريد الخير لي، ويلهيني عن دراستي وطاعتي، فقد قصرت بحق ديني -والحمد لله- الذي أبعدني عنه.
جزاكم الله خيراً.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
يدخل الماء في القناة السمعية الخارجية خصوصاً الماء المالح مما يؤدي إلى ذوبان بعض الشمع المتراكم في الأذن الخارجية، ويغطي ذلك الشمع الذائب كامل طبلة الأذن مما يؤدي إلى الطنين والدوار في الأذن، وإزالة الشمع من الأذن يساعد تماماً على اختفاء ظاهرة الطنين والدوار بعد السباحة سواء في البحر أو في حمامات السباحة.
وأنت شاب في بداية العشرينات من العمر، وفي أمس الحاجة إلى الوقت لإكمال دراستك فلا تجعل الخوف من الأمراض التي تؤثر في حياتك، ولا تجعل الوسواس وعدم التفكير المنطقي في الأشياء يجعلك تتخيل أمراضاً مزمنة مما يؤثر على صحتك العامة إجمالاً، والخصام مع الصديق لا فائدة منه، بل يمكنك أن تؤثر فيه بالسلوك الإيجابي وبالنصيحة الصادقة، وبالتالي يمكنك أن تؤثر فيه إيجابياً بدلاً من أن يؤثر فيك سلباً، والدين النصيحة، والدين المعاملة.
والوسواس القهري (Obsessive-compulsive disorder) ويكتب اختصارا (OCD) أفكار غير منطقية تؤدي إلى تكرار فعل معين استسلاماً لتلك الأفكار مثل تكرار غسل الأيدي، وتكرار غلق الباب، وتكرار الوضوء وهكذا، ويجب التعامل مع الأفكار الوسواسية بالمنطق والحجة لكي يمكن السيطرة عليها والتخلص منها.
والفكرة الواحدة قد تشعرك بالغضب والفرح والخوف في آن واحد، والمهم هو عدم قضاء وقت طويل في تفسير الفكرة، بل المنطق أن تحول الفكرة إلى منطق قابل للتطبيق.
لذلك فالوسواس القهري هو مجرد فكر، وما ستتعلمه في جلسات العلاج السلوكي المعرفي لعلاج الوسواس القهري هو أن المشكلة ليست الأفكار نفسها، بل كيفية تعامل الناس مع هذه الأفكار في المقام الأول هذا بالطبع، بالإضافة إلى الأدوية التي تضبط مستوى هرمون سيروتونين في الدماغ ومنها الكثير، يمكنك من خلال زيارة الطبيب تناول إحداها على أن يتم ذلك لعدة شهور وليس لأسابيع مما يساعد في الشفاء.
ويمكنك أيضاً العمل على ضبط مستوى هرمون سيروتونين بشكل طبيعي من خلال ممارسة رياضة المشي أو إحدى الرياضات الجماعية مع الأصدقاء، بالإضافة إلى الصلاة على وقتها، وبر الوالدين، وصلة الرحم، وقراءة ورد من القرآن، والقراءة عموماً لما تيسر لك من كتب والدعاء والذكر، كل ذلك يحسن الحالة المزاجية ويصلح النفس مع البدن، ومن المهم الحصول على قسط كاف من النوم ليلاً، مدة لا تقل عن 6 – 7 ساعات، مع ساعة قيلولة ظهراً.
وفقك الله لما فيه الخير.