السؤال
السلام عليكم
أصاب بالاكتئاب واليأس في كثير من الأحيان، ولكني أتغاضى عن الأمر، فعندما أكون على وشك النوم تراودني هذه المشاعر مرة ثانية، على الرغم من معرفتي بأنه لن يصيبنني إلا ما كتب الله لي، وأن علي فعل ما بوسعي، ولكن مع ذلك فإني أصاب باليأس.
ولدي مشكلة أخرى غير هذه المشكلة وهي: أنني أضيع وقتي في أشياء أعرف بأنها لن تفيدني، ولكن مع ذلك أقوم بها؛ مما يؤثر ذلك على دراستي، وهناك أوقات أكون قد عزمت على الامتناع عنها ولكن أرجع لها مرة ثانية.
فأرجو أن تفيدوني بمشورتكم في هذا الأمر، وجزاكم الله خيراً كثيراً لما تقدموه من مساعدة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
في هذا السن – سن المراهقة – يكون هناك دائمًا فترات قلق وتوتر وتقلُّبات مزاجية، نتيجة لضغوطات الدراسة وضغوطات أخرى للحياة، ونتيجة لطبيعة المرحلة نفسها التي يمر بها الشخص، وهي مرحلة المراهقة، أو الانتقال من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الرجولة والاعتماد على النفس، ولهذا تحدث هذه الأشياء: التقلُّبات المزاجية وعدم الثقة والتأرجح بين المواقف، ومعظم الناس طبعًا يجتازونها ويسيرون إلى الأمام، ولا أرى أنك بحاجة إلى أدوية.
فقط أنت بحاجة إلى أن تركز في دراستك، بمعنى أن تضع جداول محددة تتبعها في الدراسة، بتحديد أوقات محددة للدراسة يوميًا، وتنظيم يومك، بأن تنام في أوقات محددة في الليل، تجنّب شرب الشاي والقهوة وغيرها من محتويات الكافيين مساءً، مارس الرياضة – أخي الكريم – وبالذات رياضة المشي يوميًا، لمدة نصف ساعة على الأقل، وليكن عندك صديق أو صديقان ترتاح لهما وتتجاذب معهما الحديث.
أيضًا حسِّن علاقاتك مع والديك، وحاول دائمًا أن تطلب منهما المشورة والنصح، وإن شاء الله تمر هذه المرحلة كما ذكرتُ.
لا تحتاج إلى أدوية، فقط عمل بالإرشادات التي ذكرتها لك، وإن شاء الله تمر هذه المرحلة وتعيش حياة سعيدة وتنجح في الدراسة، وتجد عملاً بإذن الله، وتصير الأمور بصورة طبيعية بإذن الله.
وفقك الله وسدد خطاك.