السؤال
السلام عليكم
العام الماضي كان عندي اختبار ثانوية عامة، كنت أطمح لاختيار تخصص معين كان نصب عيني منذ 5 سنوات، وضحيت بالكثير من أجله، لكن ولسبب معين حدث خطأ في توزيع نقاط شهادة الثانوية العامة، واشتكى أغلب الطلاب من علاماتهم، ولم أستطيع التوجه إلى التخصص الذي أريد.
علماً أني استخرت في بداية عامي الدراسي إن كان خيراً لي أو لا، وفي آخرها منع عني، والآن أنا أريد إعادة اجتياز الامتحان، صليت استخارة ولكن أصابني عسر شديد بعدها، كوسواس الموت والخوف من المستقبل، وعدم القدرة على الدراسة.
كل ما أنوي البدء يثقل رأسي، واكتئب وأشعر بغياب الحافز والروح، خاصة بعدما ما حدث في العام الماضي، كانت نتائجنا مغايرة تماماً لما قدمناه أيام الامتحانات، إضافة لهذا كنت قد استخرت قبل اختيار التخصص الجامعي فحلمت بعدها بأيام أني أقول لأهلي مازحاً اجعلوني إماماً، علماً بأن والدي نصحني بالالتحاق بكلية العلوم الشرعية، وبسبب أن الكلية صارمة، وكوني أنوي إعادة امتحان الثانوية العامة اخترت الأدب العربي، لأن كلية الشريعة صارمة ودراستها صعبة، ولا يمكنني التوفيق بينها وبين الدراسة للامتحان.
كما أن كلية الآداب تعتبر تمهيداً ممتازاً لدخولي إلى تخصصي الذي أطمح إليه إن شاء الله، لأنهما متشابهان جداً.
هل أخطأت عندما اخترت كلية أخرى غير العلوم الشرعية؟ وهل ما يحدث معي من ضيق وهم نتيجة استخارتي حول إعادة السنة أم لا؟
علماً أن التسجيلات قريبة وأنا فاقد لروح الدراسة، سواء للامتحان أو في تخصصي الحالي، ولا أدري ماذا أفعل؟ وشكراً.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
تخصص اللغة العربية هناك مواد مشتركة بينه وبين تخصص العلوم الشرعية، فبإمكانك التحويل إلى العلوم الشرعية ويتم احتساب بعض المواد التي أنهيتها بنجاح في تخصص اللغة العربية، علماً بأن اللغة العربية من التخصصات الجميلة جداً.
– الاستخارة يا بني هي طَلَبُ الخِيَرَةِ من الله عز وجل، فإن كان المسلم في حاجة لاختيار بين شيئين وصلى الاستخارة واختار أحدهما وتيسر وحدث ذلك الشي فهو الخير، وإن تعطل ولم يحدث فهو أيضاً الخير له، ولا وقت محدد لها، والاستخارة ليس لها علاقة بما يحدث لك من هم وضيق أو غيره.
عليك بالتوكل على الله في أداء الأمر، قال الله تعالى: (فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ) فإن هيأ الله لك الأمر وسددك فيه وسهله لك فهو كذلك، وإن أبعدك عنه فهذا قدر الله تعالى.
– أذكرك يا بني أن دعاء الاستخارة هو دعاء يدعو فيه الإنسان ربه أن ييسِّرَ له الخير ويصرف عنه الشرَّ، وليس من شرطها أن يرى بعدها رؤيا يقال له فيها: افعل ولا تفعل، بل من علامتها التيسير؛ فإذا أقدم الإنسان على ما استخار فيه ربه، فوجده مُيَسَّرًا، ووجد أبوابه مفتوحة له، فإن فيه الخير إن شاء الله، وإن كان غير ذلك، ورأى فيه عُسْرًا، فإنه ينصرف عنه.
أما بالنسبة لتحسين عادات الدراسة لديك، فأنصحك بما يلي:
– خصص مكانا للدراسة وتجنب الدراسة في الأماكن التي تقوم فيها بنشاطات أخرى؛ فعلى سبيل المثال: يجب أن لا تدرسي في السرير، أو في مكان اللعب، أو أمام شاشة التلفاز.
– لا تضع الهاتف النقال في نفس الغرفة التي تدرس بها، ويمكنك استخدام الهاتف في وقت الاستراحة.
– ابدأ بدراسة المادة التي تحبها أكثر من غيرها.
– لا تؤجل الدراسة والواجبات، بل أنجز كل ما هو مطلوب منك.
– صمم برنامجاً زمنياً لدراستك، يتضمن الأيام، وساعات الدراسة، وساعات الفراغ والترويح عن النفس.
– صمم قوائم تُبين مدى الإنجاز أثناء الدراسة بحيث يتم تثبيت الوحدات أو الصفحات المُنجزة لكل مادة، واعمل على ربطها بوقت محدد، مثلا: وحدة في مادة اللغة العربية ضع لها يومين، هنا التزم بالوقت المحدد، وحاول أن تنجز المطلوب خلاله.
– قلل من ساعات استخدام جميع مشتتات الذهن، وأهمها: الهاتف الذكي وما يتضمنه من برامج تواصل اجتماعي.
وفقك الله لما يحبه ويرضاه.