السؤال
السلام عليكم
أشكر القائمين على هذا الموقع الجميل المبارك.
سوف أسرد معاناتي لكم، فأرشدوني إلى حلول لها، فأنا لا أستطيع أن أخبر بها أحدًا، ولا أستطيع أن أذهب إلى طبيب:
1- أعاني من إدمان العادة السرية، وكانت بدايتها أني أعبث بالعضو وأنا صغير، دون تمييز لِمَا أفعله، وبالصدفة عرفت أن الذي أفعله يسمى العادة السرية، وأنها حرام، لكن بعد أن أدمنتها، وأنا لا أعرف ما هي؟ وماذا تفعل في الجسم؟ وحتى الآن لا أستطيع الإقلاع عنها، وإن حاولت فإني أستمر شهرًا، أو شهورًا، وأقصى مدة هي 9 أشهر، ثم أعود، فماذا أفعل؟
2- منذ 8 سنوات في الجامعة، عانيت من كثرة التبول، والإلحاح والحاجة إلى التبول، فذهبت إلى طبيب المسالك البولية، فشخّص الحالة أنها التهاب في البروستاتا، ولم يطلب مني أي تحاليل، فقط أخذ عينة بول، وقارن لونها بورقة عنده بها درجات ألوان، وقال: عندك التهاب، وصرف لي الأدوية، ولم أستفد منها.
أصبحت لا أذهب إلى المحاضرات؛ لأن أقصر وقت للمحاضرات، هو ساعتان، وأنا لا أصبر على الحمام أكثر من نصف ساعة، واشتدت المعاناة عند الامتحانات، فالامتحان مدته 3 ساعات، ولا يجوز أن تخرج قبل نصف الوقت، فهناك احتمالان: أن أصبر ساعة ونصف، وأترك باقي الامتحان، وأخرج مضيعًا تقديري في هذه المادة، أو أطلب دخول الحمام، ومن الممكن أن يرفضوا مخافة الغش.
استمررت على هذه المعاناة، وأنا أتابع مع الطبيب، وكل مرة أقول له: لا تَحسُّن، فيغيّر الدواء، حتى أنهيت الجامعة، بعد أن عشت أمرَّ أوقات حياتي، وابتعدت عن هذا الطبيب، ولم أذهب إلى أي طبيب آخر في بلدي؛ مخافة أن يعرف أحد، وقد استقرت حالة الحاجة للحمام، فكل مدة أقصاها ساعتان، وبعض المرات تشتد (أي: تشتد عند الخوف، البرد، القلق النفسي، عند التفكير في حالي وما صرت إليه)، كل ذلك بسبب العادة السرية التي -والله- لم تكن بدايتها بيدي، فإني كنت طفلًا صغيرًا، لا أعي ما أفعل ولا أعلم!! كما إنني كنت مصابًا بالتبول في الفراش حتى مرحلة المراهقة.
وضعي الآن، هو الحاجة إلى التبول كل ساعتين، وقد تطول وقد تقصر، هناك تقطير في البول، وشعور بعدم تفريغ المثانة، الشعور بالحاجة للتبول عند الإثارة، عندي آلام في الظَّهر، وآلام في الجانبين، وآلام في الانتصاب، وآلام في فتحة الشرج، أحتلم في الليلة ما يقارب عشر مرات، وكل مرة قطرة واحدة، علمًا أن حالتي تحسّنتْ بعد استخدام (بيبون بلس) مرتين في اليوم، وشعرت براحة بعد الإقلاع عن العادة، وتَناوُل الدواء لمدة 4 أيام.
عملت مزرعةَ بول قبل الدواء، وظهرت النتيجة أنه لا يوجد صديد، ولا يوجد أي شيء في العيِّنة، أرجوك طمئنّي، هل أعاني من تضخم في البروستاتا وأنا في هذا السن؟ وما الذي أعاني منه؟ صِفْ لي علاجًا؛ فأنا لا أستطيع الذهاب للطبيب؛ مخافةَ أن يعرف أحد، ولا أستطيع أن أقول كل هذا للطبيب.
3- أعاني من اعوجاج القضيب ناحية اليمين، فهو نحيف في الوسط، وقاعدته عادية، ورأسه مائل ناحية اليمين، وعند الانتصاب يصبح مثل الموزة، ولكن درجة الميل ليست كبيرة جدًا، كما أن البول لا يخرج مستقيمًا، بل ناحية اليمين، هل هذا هو مرض (البيروني)؟ وما العلاج؟
كما أعاني من الخصيتين، اليمنى أكبر من اليسرى، وأعاني من دوالي الساقين، وذهبت إلى الطبيب، وقال لي: إنها دوالي الساقين، وهي عروق ظهرت في باطن الساق، وهل معنى هذا: أن لديّ دوالي الخصيتين؟ ماذا أفعل؟ علمًا أني أعاني من آلام خفيفة في الخصية اليسرى.
4- بعد كل هذا، هل هناك أمل في زواجي، فأنا لديّ وظيفة وشقة، ولكني أخاف من هذا الموضوع، وأقول لنفسي: ما ذنب فتاة عفيفة أن تأخذ شخصًا مثلي، أكيد سوف أفشل في الزواج بسبب كل ما أعانيه من أمراض، أرجوك كيف أعرف أنني أستطيع الزواج؟
5- كل هذا سبب لي عُقْدة؛ فأنا لديّ رهاب اجتماعي، ولا أخرج لأي مناسبة، ولديّ القلق والتوتر والخوف الشديد، وأشعر أنني عالة على المجتمع، وأن الله ساخط عليّ، وضعيف، ولا فائدة مني، ولا أستطيع أن أزيح هذه الأفكار، أتمنى أن أكون بخير.
أرجوكم، دلوني على علاج لما أعانيه.
شكرًا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لم يعد خافيًا على أحد أن الإدمان على ممارسة العادة السرية له أضراره الصحية والنفسية عند الكثير ممن يمارسونها؛ فكثرة التبول من أهم أسبابها في مثل سنك: الاحتقان أو حتى الالتهاب الذي يصيب الأجهزة التناسلية، نتيجة للإدمان على ممارسة العادة السرية.
لكن لكثرة التبول أسبابًا أخرى، منها: شرب الماء بكثرة، والتعرّض للجو البارد، أو زيادة السكري في الدم، وكذلك هناك عيوب خَلْقيّة قد تسبب ذلك، مثل: ضيق المثانة البولية، وحتى الأسباب النفسية، خاصة أنك مصاب بالتبول في الفراش حتى مرحلة المراهقة، كما أسلفت في استشارتك.
لا أتوقّع أن يكون السبب، هو تضخم البروستاتا، الذي قد يُصاب به كبار السن، ولكنّ احتقان البروستاتا أو التهابها قد يسبب ذلك، وأنت -والحمد لله- تتابع الاختصاصيين في هذا الشأن.
الخوف من زيارة الطبيب في هذا الموضوع، ليس له ما يبرره، (فإن لبدنك عليك حقًّا).
موضوع مَيَلان القضيب قليلًا نحو اليمين أو اليسار، لا يعني أن هناك خللًا ما في القضيب، ولكن ذلك يحدث عند كثير من الناس، كما أن بعض الاختلافات البسيطة في حجم الخصيتين يعتبر طبيعيًا، وليس له تأثير على الناحية الجنسية أو الإنجابية في المستقبل -بعون الله تعالى-.
عروق الساقين قد يكون لها أسباب وراثية أو خَلْقيّة، ولذلك عليك بزيارة طبيب الجراحة العامة، ليتمّ الفحص المباشر، وتعرف حينها ما إذا كان الأمر يحتاج إلى تحاليل أو تدخل علاجي، وهذا لا يعني أن هناك دوالٍ في الساقين، ولا يعني وجود دوالٍ في الخصيتين أيضًا، وإذا لم تكن هناك أعراض لتمدد العروق على الخصيتين فلا داعي للقلق.
أخي الكريم: ليس لديك ما يدعو إلى فقدان الأمل في الزواج، فهذه الأمور متوقعة، وعلاجها متيسر.
وكل ما هو مطلوب هو التوقف التام عن ممارسة العادة السرية، وأيضًا القيام بزيارة طبيب الجراحة العامة فيما يخص دوالي الساقين، وبعد ذلك سوف تعود سليمًا معافى -بعون الله تعالى-، واترك هذه النظرة السوداوية عن نفسك وعن المجتمع، وكذلك هذه الأفكار التي ليس لها أساس من الصحة، وتفاءل، فَالْغَدُ مليء بالأمل والحب والاجتهاد.
حفظك الله من كل سوء.