استشارات

أعاني من التفكير السلبي والخوف من المستقبل

السؤال

السلام عليكم

أنا طالبة عمري 20 سنة، أدرس في الجامعة، دخلت في مجال لا أحبه، وعملت به بعد ذلك، فتركت الصفوف، وأخذت الترم راحة للتفكير في مجال أحبه.

الدراسة تتعبني نفسيا بشكل كبير، لدرجة قلة النوم، والارتجاج، وانقطاع الشهية، وقلق غير طبيعي.

عندي مشكلة القلق والخوف والتكفير الزائد، أفكر في كل شيء حولي، أخاف من كل خطوة أخطوها، أخاف من المستقبل، وتفكيري دائما سلبي، وأنا في حالة كئيبة الآن، وأحس أن الدنيا أغلقت في وجهي، وليس لدي نصيب في أي شيء.

 

الإجابــة

 

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبًا بك -ابنتنا وأختنا الفاضلة في موقعك، ونسأل الله أن يُصلح حالنا وحالتك، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يُصلح الأحوال، وأن يُقدّر لك الخير حيث كان، ويرزقك من حيث لا تحتسبين، وأن يُحقِّق لنا ولكم السعادة والنجاح والآمال.

أنت قادرة على فعل الكثير بحول الله وقوته، فتعوّذي بالله من شيطانٍ همّه أن يحزن أهل الإيمان، واعلمي أنك لم تتمكني من الوصول إلى هذه المرحلة العلمية العالية إلَّا بتوفيقٍ الله أولاً وآخرًا، ثم بما بذلتِ من مذاكرة ومجهود، وهذا أكبر دليل على أنك قادرة على مواصلة السير على طريق العلم، وثقي بأن كل صعب يصبح سهلًا ببذل الأسباب بإذن الله، ثم بالتوكل على الكريم الوهاب، وثقي بأنك وكل إنسان له القدرة على تعلُّم الكثير والكثير، فاطردي عنك الكسل، وتعوذي بالله من العجز والكسل، كما علَّمنا رسولنا صلى الله عليه وسلم، وعجّلي بالعودة إلى مقاعد الدراسة، واخرجي من عزلتك، فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد، واقتربي من الصالحات، وتشاوري مع صاحبات الخبرة منهنَّ، واهتمّي بوضع جدول للمذاكرة، ونظّمي وقتك، واحرصي قبل ذلك وبعده على إصلاح ما بينك وبين الله، فالتوفيق كل التوفيق بيده سبحانه.

وأرجو أن تعلمي أن القلق المعقول يولِّد الدافعية ويجعلنا نسلك السُّبل والطُّرق المُوصِّلة إلى رضوان الله وإلى الوصول إلى المعالي، ولكنّه إذا زاد القلق عن حدِّه تحوّل إلى قلقٍ مُقعدٌ ومُحبطٌ وأدى إلى الكسل، وهو في هذه الحالة يحتاج إلى علاج وإلى مشاورة طبيبة مختصّة، ويحتاج إلى رقية شرعية، وننصحك بالمحافظة على أذكار الصباح والمساء، وعليك بكثرة الاستغفار، ورددي دعوة يونس عليه السلام: {لا إله إلَّا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين}، وأكثري من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: (اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال)، وأكثري من قول (لا حول ولا قوة إلَّا بالله) فإنها كنزٌ وذِكْرٌ واستعانة.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه.

وفقك الله وسدد خطاك.

المصدر

طالع أيضا

Related Posts

1 of 499