السؤال
السلام عليكم
أنا طالبة في الثانوية العامة، قبل بداية دراستي في الثانوية بأيام _أيام الاستعداد_ أُصبت فجأة بالفتور والكسل _بدرجة طفيفة_ وانعدام الحماس لبدء العام أو الدراسة، ومنذ أن بدأ العام، وأنا لا أذاكر دروسي في وقتها إلا قليلًا.
وكنت أجاهد نفسي للمذاكرة، ولا أجد سوى الكسل، وعدم الرغبة في الدراسة _مع العلم أني كنت مجتهدة ومن الأوائل في المراحل السابقة_ وفجأة تغيَّرت حياتي تغيّرًا جذريًا، فبمرور الأيام تراكمت المذاكرة وأهملتها وتركت حفظ القرآن، وتوترت علاقتي بالله، وكنت أضيع الفروض، وتركت الأذكار والوِرد، إلى أنا وصل بِي الحالُ إلى ترك الصلاة لأيام والنوم بكثرة لفترة تتجاوز العشر ساعات، والانعزال عن الناس وأهلي، والتسويف وعدم الرغبة في الإكمال، ومضى شهران أو أكثر دون أن أذاكر.
واتجهت لمشاهدة المسلسلات بكثرة، وتغيرت عاداتي اليومية، وكَثُرت ذنوبي، وأهلي يرون هذا التغيّر الواضح الذي طرأ عليّ فجأة ولا أريد التحدُّث إلى أي أحد، حتى شعرت أني أصبحت شخصًا آخر تمامًا، ودائمًا ما أحلم بثعابين تلدغني وكلاب تعضُّني، ومؤخرًا أحلم أني في امتحان ولا أستطيع حله، كنت أقرأ الرقية الشرعية ولا أجد أيَّة نتائج، بل يزداد الأمر سوءًا في كل مرة عَزمتُ فيها على مواصلة العام والمذاكرة والتوبة والرجوع إلى اللّه؟
ليغفر لي ولئلا يضيع حلمي من بين يدي.
أفيدوني جزاكم الله خيرًا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك ابنتنا الفاضلة في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يُعيذك من شرِّ كلِّ ذي شَرٍّ، وأن يُلهمك السداد والرشاد، وأن يُحقق لك النجاح والفلاح، وأن يُعينك على الخير.
لا يخفى على أمثالك أن البداية الصحيحة للعلاج تبدأ بالمواظبة على ذكر الله والحرص على الصلاة، وإذا كنت تجدي صعوبة في هذا الأمر فأرجو أن يُسارع أهلك بقراءة الرقية الشرعية عليك، أو عرضك على راقي شرعي متخصص، يُقيم الرقية الشرعية على قواعدها وأسسها، فإن ما شاهدتِّ من أحلامٍ وما يحصلُ من حالك يدلُّ على أنك بحاجة إلى الرقية الشرعية، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُعينك على الخير.
وتعاوني مع الأهل، وضعي معهم خُطة للعلاج، وإذا كان عندك أسباب واضحة لهذا الذي يحدث، كحصول موقف مُعيَّن، أو ظرف مُعيَّن، أو صدمة مُعيَّنة تعرَّضت لها في المدرسة أو من زميلة أو من نحو ذلك، فأرجو إفادتنا حتى نضع سويًّا النقاط على الحروف، وفي مثل هذه الحالة ينبغي أن تهتمِّي بمسألة الرقية الشرعية، ولا مانع من الذهاب أيضًا إلى طبيبة نفسيّة متخصصة، ولا نؤيد الاستعجال بأمر الدواء، لكن تعرضي عليها ما عندك، وتستعرض معك الأفكار التي عندك حتى تُعاونك على التخلص منها، ونسأل الله أن يُعينك على الخير.
ونتمنَّى أن يتواصل أفراد الأسرة، لأن دورهم كبير في أن يُخرجوك من هذه العزلة، وإذا كانت عندك أسباب أو أشياء تُضايقك من خلال التعامل مع الأهل؛ أرجو كذلك التواصل مع الموقع، وبإمكانك أن تطلبي حجب الاستشارة، حتى نستطيع أن نتعاون في وضع النقاط على الحروف.
حتى يحصل ذلك نوصيك بكثرة الدعاء، وبعدم ترك الصلاة، وبالحرص على ذكر الله تبارك وتعالى، وبالاستمرار في قراءة الرقية، مع الحرص على عرض نفسك على راقي شرعي متخصص، فإننا في بعض الأحيان نحتاج إلى قارئ مُركّز، وعنده تخصُّص في هذا المجال، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والهداية والثبات، واحرصي على تنظيم جدول المذاكرة، ولا تُطاوعي نفسك، فإن معرفتك بهذا الخلل والخطر هو البداية الصحيحة للتصحيح، ودورك أيضًا كبير في تصحيح هذا الوضع، ونسأل الله لنا ولك الهداية والخير.