السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعاني من حكة شديدة في أنفي الأيسر، وزكام مزمن ينشط عند تلوث الجو وعند الروائح النفاثة والبرد والأدخنة، ويصاحب ذلك احتقان في الأنف والحلق وسيلان لماء الأنف بكثرة، وصداع وفتور وإرهاق واحمرار العينين، مع انصباب الدموع وصعوبة الكلام، حيث يصبح صوتي ثقيلاً وغليظاً ويصعب علي الكلام، وأخشى أن يكون في أنفي الأيسر لحمية زائدة أو نحو ذلك.
علماً بأني مدرس وخطيب جامع وإمام مسجد، وهذا الأمر يعيقني لأن صوتي يصبح مبحوحاً وغليظاً ومتقطعاً، وأجد مشقة عند القراءة، فأرجو التكرم بإرشادي إلى ما يجب عليَّ فعله، فقد ذهبت إلى أكثر من طبيب ووصفوا لي عدة أدوية، لكني لم أجد فائدة.
وجزاكم الله خيراً وبارك فيكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فليس هناك ما يسمى في الطب بزكام مزمن، ولكن إذا تحرينا الدقة في الوصف فيمكننا القول أن هناك رشح وعطاس وحكة وانسداد بالأنف واحمرار وحكة ودموع بالعين متكرر، وخاصة عند التعرض لبعض المهيجات التي تسبب التحسس، مثل التراب والدخان وعادم السيارات والمصانع والعطور والبخور والمبيدات الحشرية والمنظفات الصناعية ووبر الصوف والبطاطين والموكيت والسجاد، فكل ذلك من شأنه تهييج الحساسية.
ولذا يجب توخي الحذر وعدم التعرض لهذه المهيجات، عملاً بمبدأ الوقاية خير من العلاج، وكذلك انسداد الأنف المزمن جراء الحساسية وما ينتج عنها من تضخم في قرنيات الأنف وغضاريفها، يسبب الصداع المتكرر.
كذلك يسبب أيضاً التنفس من الفم بدلا من الأنف المسدود، فينتج عنه التهاب بالحلق وتغير الصوت لأن الفم ليس لديه الصلاحيات والإمكانيات الموجودة بالأنف لتدفئة الهواء وتنقيته وترطيبه، وكذلك ينتج عنه أيضاً تغير في الصوت، وخاصة مع إجهاد صوتك بعد القراءة أو الدرس أو الخطبة؛ ولذا ننصحك براحة صوتك بقدر الإمكان، مع شرب السوائل الدافئة وتجنب السوائل والعصائر المثلجة.
وإذا لم تُجد معك هذه الاحتياطات السابقة فلابد من تناول حبوب مضادة للهيستامين، مثل كلارا أو كلاريتين حبة كل مساء، وكذلك بخاخ فلوكسيناز أو رينوكورت بختين يومياً، ولكن مع توخي الحذر؛ لأن البخاخ يحتوي على كورتيزون، ولا يفضل إعطاؤه لمرضى السكر، وخاصة أنك لم تذكر سنك أو هل هناك أمراض أخرى تعاني منها، نسأل الله عز وجل أن يمن عليك بالصحة والعافية، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وبالله التوفيق.