السؤال
السلام عليكم
أكره شكلي، وبالذات عيوني، أحيانا أراها جميلة، كل يوم أرى صورتي، أتت علي فترة كنت أخاف أن أفتح عيوني وأراها بالمرآة، ما السبب؟ مع أن كل من حولي يمدح عيوني.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أموالكم وفي اللفظ الآخر: ولا إلى أجسامكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم فالصورة والجسم والمال ليس محل نظر، محل النظر ومحل الاعتبار القلب والعمل، فمتى صلح القلب وزكى القلب بالإخلاص لله واتباع نهج الرسول زكت الأعمال، ومتى فسد القلب بالرياء والسمعة والشرك فسدت الأعمال، فالأعمال بالنيات، ولهذا يقول: ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم فهي محل النظر، فإذا زكى القلب واطمأن إلى الله وأخلص لله وعظمه وخافه واستقام على الشريعة صلحت أعماله وانتفع بأعماله وإلا فلا.
ولحل مشكلتك، نوجهك لتطبيق الإرشادات التالية:
– لا تستعملي المرآة بكثرة للنظر إلى شكلك أو تفتحي الجوال لترين صورك باستمرار، توقفي عن ذلك، واجعلي استعمال المرآه في حدود الحاجة فقط.
– لا تقارني شكل وجهك وعينيك وجمالهما بالآخرين، وتذكري الحديث الشريف عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: اللَّهُمَّ كَمَا أَحْسَنْتَ خَلْقِي فَحَسِّنْ خُلُقِي، رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَصَحَّحَهُ ابْنُ حِبَّانَ.
– لا تلجئي إلى الناس لكي يعطوك آراءهم في شكل وجهك وجمال عينيك، فلكل منهم رأي يتناقض مع الآخر، لذا ارضِ بما قسمه الله لك، وتذكري أن الكمال لله وحده.
– تقبلي نفسك: إذا شعر الناس أنك لا تحترمين ذاتك ولا تقدرينها ولا تتقبلي شكلك كما هو، فسوف تُفسر نظرات الجميع لك وكأنها نظرات استغراب يملؤها النفور منك، مما يؤثر سلباً في ثقتك بنفسك ويزيد الأمر تعقيداً، لذا عليك الاقتناع بما أنت عليه، وقد أوصى النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- المسلمين بالرضا في مواطن كثيرةٍ، منها ما جاء في قوله: (وارضَ بما قسمَ اللَّهُ لَك تَكن أغنى النَّاسِ) والرضا نقيض السخط، وعلامة الارتياح وسكون القلب فيما اختار الله سبحانه.
– على قدر نجاحك في حياتك الدراسية أو العملية يكون رضاك عن شكلك الخارجي وجوهرك الداخلي، فالنجاح يعلو فوق المظهر، ويجعل الجميع ينظرون إلى إنجازاتك قبل أن ينظروا إلى شكلك.
– املئي وقتك بأعمال إبداعية منتجة ومفيدة تحقق فيها ذاتك واستغلي صحتك ووقت فراغك، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة، والفراغ)، يعني: كثير من الناس تضيع صحته بغير فائدة، وفراغه في غير فائدة، صحيح الجسم معافى في بدنه، وعنده فراغ ولكن لا يستعمل ذلك فيما ينفعه، وفيما يقربه من الله، وفيما ينفعه في الدنيا، فهذا مغبون في هاتين النعمتين، وإنما ينبغي للمؤمن أن يستغل هذه النعمة فيما يرضي الله، وفيما ينفعه، ويقول رسول الله -عليه الصلاة والسلام-: (اغتنمْ خمسًا قبل خمسٍ شبابَك قبل هرمكَ وصحتَك قبل سَقمِكَ وغناكَ قبل فقرِك وفراغَك قبل شغلِك وحياتَكَ قبل موتِكَ).