السؤال
السلام عليكم
أشكركم على تواصلكم القيم في هذا الموقع الجيد، وأرجو من الله أن توفقوا لما فيه خير العباد.
مشكلتي: في يوم من الأيام أكلت طعاما به زيت (مخدر الكيف -معجون-) مع بعض أصدقاء السوء، علما بأنني لا أتعاطى المخدرات إلا بعض السجائر، وبعدها أحسست في المساء بارتخاء ونشوة، ثم بعدها بدوخة وصفير في الأذن، ثم أحسست بالهلع وبدأت أتقيأ، وبعدها أحسست بحرقة وحرارة في جسمي، وعطش شديد، وجلست الليل كله أبلل جسمي، وشربت أكثر من 6 قنينات ماء، ولم أنم الليل كله وفي الصباح نمت، وتحسنت حالتي النفسية رغم أنني لم أكن مرتاحا.
ثم بعد 3 أيام ذهبت إلى طبيب متخصص في الجهاز الهضمي وأعطاني بعض الأدوية، بدعوى التسمم، وبعدها تحسنت كما كنت أولا، وبعد 6 أشهر بدأت أسمع صفيرا في الأذن أثناء السكون، خصوصا في الليل، وأحيانا آلاما في الرأس، ذهبت إلى طبيب الرأس وأعطاني دواء (لا أذكر اسمه) بدعوى أن عروق الأذن مسدودة، فتحسنت.
ولكن بعد شهرين عاد صفير الأذن، وآلام شديدة في الرأس، وضعف في العينين، وعدم القدرة على التركيز عند المطالعة، وإعياء عام، وأقوم بالنوم لنسيان الألم، والتغيب عن الدراسة، وبعد شهرين قمت بعمل صورة مقطعية للرأس سكانير فكانت سليمة -الحمد لله- وتحاليل الدم سليمة، وضغط الدم سليم.
وكانت عندي حرقة المعدة فذهبت إلى طبيب عام فأعطاني مضاد الحرقة؛ لأن الحرقة ربما تسبب آلام الرأس على حسب قوله، تحسنت قليلا، وعدت وأكملت الدراسة بدون مسكنات للرأس، ودائما أفكر هل المخدر سبب ألم رأسي؟ وبدأ القلق يتسلل إلى عقلي.
وبعد مدة عند انتهاء الامتحانات عادت الحرقة، وفي يوم استيقظت في الليل وأحسست بضربات في قلبي، وقيء في معدتي، ودخلت في حالة قلق وهلع.
ذهبت في الصباح عند طبيب أخصائي في الجهاز الهضمي، وقال لي: بأنني سليم، وفي ليلتها لم أنم الليل كله، تركت الدراسة، وبدأت أخاف من الموت، وأخاف من لا شيء، عدت إلى المنزل، تحسنت حالتي.
بعد شهر ذهبت إلى طبيب نفسي فأعطاني (انافرانيل) و(ألبراز بنزديازبين) عندما أخذت الدواء أحسست بارتخاء ثم بعدها بدوخة، فأحسست بالهلع، وبدأت أتقيأ، وأحسست بحرقة و حرارة في جسمي، وعطش، ولم أنم في الليل، ودوخة عند الاستلقاء للنوم، وأثناء المشي (تقريبا ما وقع لي مع المخدر).
اتصلت بطبيب عام، قال لي: لا تأخذ الدواء وأعطاني فيتامينات، تحسنت حالتي بعد 7 أيام، ولكن بعدما تيقنت أن ليس للمخدر سبب في هذا، ولكن القلق هو سبب هذا, أصبحت لا آخذ أي دواء، أقوم بالرياضة، وأقلعت عن التدخين، ثم نقصت آلام الرأس، وذهبت المخاوف، ولكن أحس بضربات القلب (ضربات عادية)، وحرقة في الجسم تأتي وتختفي، وعدم الإحساس بالراحة في بعض الأحيان، والخوف من أكل الأدوية أو مقابلة أي طبيب، وتغيبت هذا العام عن الدراسة.
بعد خمسة أشهر زرت طبيبا نفسانيا آخر، قال لي: إنك تعاني من القلق والجزع، وأعطاني فينلافاكسين وزاناكس (بنزديازبين)، ولكن خفت من استعماله أن يقع لي كما وقع لي في أول استعمال، علما أن حالتي حاليا شبه مستقرة، أحس بحرارة في الجسد تأتي وتختفي مع دوخة خفيفة، وأحس بآلام الرأس، كل هذه الأعراض يتبعها الخوف من الموت، أو أن أفقد الوعي، أو الشلل؛ لأن لدي شد عضلي، وعدم الإحساس بالراحة، كل هذه الأعراض تأتي وتختفي.
أرتاح لدوجماتيل هل أستعمله أو لا أستعمل أي دواء؛ لأن أصل المخاوف جسدية؟ علما بأني مصاب بحساسية موسمية بسيطة في الرئة، هل سبب كل هذه المخاوف هو كثرة التفكير في آلام الرأس وربطها بذنب اقترفته (تعاطي المخدر علما أني تحسنت كليا بعد تعاطيه)؟ وهل أستعمل الحجامة؛ لأنه عند استعمالها اختفت آلام الرأس مدة؟
بارك الله فيكم، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أشكرك على التواصل مع إسلام ويب، والحمد لله تعالى أنك اقتنعت أن مخدر المعجون قد أدى إلى تبعات صحية سلبية جدًّا، فقطعًا كان السبب في استثارة بعض المواد الكيميائية، خاصة الموصلات العصبية في الدماغ، مما أدخلك في التجربة النفسية والجسدية التي سببت لك الفزع والمخاوف، وقطعًا هي تجربة قاسية، والحمد لله تعالى أنت الآن وصلت لقناعة تامة ألا تعيد التجربة مرة أخرى، وأسعدني أيضًا أنك قد توقفت عن التدخين.
بصفة عامة: موضوع الصفير في الأذن يجب أن نتأكد هل سببه عضوي، أم هو نوع من الهلاوس السمعية البدائية؟ الأطباء قاموا بفحصك، وأعتقد أنهم لم يجدوا علة رئيسية، فإذًا قد يكون القلق هو السبب في هذا الصفير.
قطعًا حالتك بصفة عامة أصبحت لدرجة كبيرة تشبه قلق المخاوف، ونوبات الهلع هي جزء من قلق المخاوف.
عقار (أنفرانيل) الذي أعطاه لك الطبيب بالرغم مما سببه لك من آثار سلبية إلا أنه من الأدوية الجيدة، أعتقد لو صبرت عليه قليلاً لأفادك كثيرًا، لكن توجد -إن شاء الله تعالى– بدائل أخرى كثيرة، وأنا أتفق معك أن الدوجماتيل سيكون دواء جيدًّا، فلا مانع من أن تتناوله بجرعة كبسولة صباحًا ومساءً –قوة الكبسولة خمسين مليجرامًا– تناوله لمدة شهرين، ثم اجعلها كبسولة واحدة ليلاً لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.
ويفضل أن تدعم الدوجماتيل بعقار (ديروكسات) والذي يعرف أيضًا تجاريًا باسم (زيروكسات) يعرف علميًا باسم (باروكستين) أعتقد أنك محتاج له بجرعة صغيرة ليزيل عنك قلق المخاوف الذي تعاني منه.
ابدأ في تناوله بجرعة عشرة مليجرام -أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرين مليجرامًا– استمر على هذه الجرعة لمدة شهر كامل؛ حيث إن حالتك بسيطة، ولا نريد أن نصعد الجرعات، بعد انقضاء الشهر على هذه الجرعة ارفع الجرعة إلى حبة كاملة، واستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.
أنا لا أرى أن هنالك داعيا للحجامة، لكن من المهم أن تمارس الرياضة، الرياضة سوف تكون لها فوائد عظيمة جدًّا، مع تناول الدواء، ويجب أن يكون تفكيرك إيجابيًا، فأنت -الحمد لله تعالى– بعد التجربة القاسية مع المخدر اقتنعت بسوئه وابتعدت عنه، وإن شاء الله تعالى الذنب الذي اقترفته تشملك رحمة الله تعالى وتكون من المغفور لهم.
فيا أيها الفاضل الكريم: أرجو ألا تحس بالأسى، فأنت -الحمد لله تعالى– الآن تسير على الطريق الصحيح، استمتع بحياتك، كن فعّالاً فيها، وهذا من أهم العلاج التأهيلي.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.