أمراض القلب

إعادة ضبط نظم القلب المضطرب


تطلق عملية تقويم نظم القلب على أية عملية يتم فيها إعادة ضبط نظم القلب المضطرب. على الرغم من وجود أشكال مختلفة لحالات الاضطراب في نظم القلب إلا أن الرجفان الأذيني الذي يطلق عليه “AF” اختصارًا يعد أكثر هذه الحالات التي يتم معالجتها بعملية تقويم نظم القلب من حيث الشيوع.

في حالة الرجفان الأذيني تهتز غرف القلب العلوية بسرعة – أو “ترتجف” – بمعدل 400 مرة في الدقيقة تقريبًا. وعلى الرغم من أن هذا النظم العشوائي يكون مقصورًا على الغرف العلوية من القلب، الأذين، إلا أن الغرف السفلى، البطينان، من القلب تتأثر بشكل انعكاسي في العادة مما يجعل القلب ينبض بشكل سريع وبطريقة مضطربة. وفي الوقت الذي لا تظهر فيه أعراض بالنسبة لبعض المرضى المصابين بالرجفان الأذيني، نجد أن هناك أخرين يعانون من حالات الخفقان أو عسر التنفس أو الإجهاد.

توجد أشكال مختلفة لعملية تقويم نظم القلب، ولكن تقويم نظم القلب بالصدمة الكهربية هي الطريقة الأكثر شيوعًا – ويطلق عليها “DC” اختصارًا أو تقويم نظم القلب بالتيار المباشر – ويتم خلالها إعطاء قلب المريض صدمة كهربية طبية آمنة سواءًا عن طريق الصدر أو إعطاءها للقلب مباشرة عن طريق سلك صغير مؤقت يتم تمريره عبر أحد أوردة الجسم حتى يصل إلى القلب. في حالات أخرى، يتم تقويم نظم القلب في شكل عقاقير يتم إعطائها للمريض عن طريق الحقن أو الفم بغرض ضبط نظم القلب ليعود إلى حالته الطبيعية وذلك خلال مدة زمنية قد تكون عدة دقائق وقد تستغرق عدة ساعات أو عدة أيام.

في حال استخدام طريقة تقويم النظم بالصدمة الكهربية لعلاج الرجفان الأذيني، يتم إجراء هذه العملية التي تستغرق يومًا كاملاً في الغالب بالمستشفى ولا يتناول المريض طعامًا قبل موعد إجرائها بستة ساعات. ويتم إعطاء المريض مهدئات قصيرة المدى أو مخدر عام أثناء إجراء العملية وذلك من أجل منع حدوث أية اضطرابات لدى المريض قبل خضوعه للصدمة الكهربية.

ينهض المريض بسرعة بعد إجراء العملية ويسمح له بالإنصراف إلى منزله في وقت لاحق من نفس اليوم بعد قضاء فترة وجيزة تحت الملاحظة وتكون في الغالب مخصصة لإجراء عمليات الإفاقة.

وفي الشائع يعاني المريض من تهيج بسيط بالجلد وبألم بالعضلات ويستمر هذا ليومين بعد إجراء عملية تقويم نظم القلب التي تتم من خلال الجدار الصدري. أما إذا تم إجرائها للقلب مباشرة باستخدام السلك فربما يعاني المريض من تكدم بسيط في المنطقة الذي تم إدخال السلك منها عبر الوريد (على سبيل المثال الذراع أو الرقبة أو الرجل) وعادة لا يحدث تهيج بالجلد أو آلام بالعضلات.

ومن الضروري بالنسبة للمريض أن يتجنب قيادة السيارة أو اتخاذ قرارات لمدة 24 ساعة تقريبًا بعد الخضوع لعملية تقويم نظم القلب بالصدمة الكهربية وذلك لضمان انتهاء مفعول المهدئات التي تناولها.

وعلى الرغم من أن 90% تقريبًا من المرضى يعود نظم قلوبهم للعمل بشكل طبيعي أثناء وقت إجراء عملية تقويم نظم القلب بالصدمة الكهربية، فإن نصف هذا العدد فقط ولسوء الحظ لا يبقى نظم القلب لديهم ثابتًا على مدى العام الذي يلي العملية. وفي حال حدوث تكرار الإصابة بالرجفان الأذيني فمن المفيد القيام بإجراء المزيد من عمليات تقويم نظم القلب باستخدام عقاقير لضبط معدل لنبض أو النظم وذلك بشكل مسبق. وعادة سيقوم طبيبك بتوفير المشورة المناسبة في حال إصابتك بحالات متكررة من الرجفان الأذيني وذلك عقب إجراء عملية تقويم ناجحة لنظم القلب.

وقبل إجراء عملية تقويم النظم لعلاج الرجفان الأذيني فمن الضروري أن يقوم الطبيب أو الممرضة بالعناية بحالتك لضمان الحد من تكون تجلطات بالدم – التي ربما تحدث نتيجة عجز القلب عن أداء عمليات الانقباض بالشكل الكافي نتيجة الإصابة بالرجفان الأذيني. ويتم إجراء هذه الخطوات من أجل ضمان بقاء سيولة الدم بدرجة كافية وذلك عن طريق تناول عقار يسمر ورفارين خلال مدة تتراوح ما بين ثلاثة إلى أربعة أسابيع قبل الخضوع للعملية.

وفي بعض الأحيان وفي حالة الإصابة بحالة من الرجفان الأذيني التي تستمر لفترة لا تتجاوز 48 ساعة، ربما يقوم طبيبك بإرشادك لإجراء فحص خاص لقلبك بالموجات فوق الصوتية – المعروف بخطط صدى القلب عبر المريء أو “T.O.E.” – وذلك لضمان إجراء عملية تقويم نظم القلب بشكل آمن وبدون الحاجة إلى تناول عقار الورفارين بشكل مسبق

Related Posts

1 of 5