السؤال
أنا أعمل في المجال الطبي، وأعطيت حقنة عضل للمغص فاست فرى أمبول (Ketoprofen hyoscin n-butylbromide) وكان هذا في الصباح مبكراً، وأعطيته واقفاً، فوقع بعد إعطائه الحقنة مباشرة مغمياً عليه لمدة 10 ثوان تقريباً، وقد أفقناه من إغماءته، فهل هذا بسبب الضغط المنخفض أم بسبب عدم الأكل؟ أم ماذا؟ وما الحل في مثل هذا الموقف؟
موقف آخر: عندما قمت بالتغيير على جرح مفتوح بصورة بسيطة، وقمت بتطهيره ووضعت بودرة بانيوسين، وكان المريض جالساً فوقع على الأرض في إغماءة بسيطة، وقال لي: اتركني قليلاً، فتركته قليلاً ثم أقمته، ولا أعرف هل السبب التغيير نفسه أم حدث انخفاض حاد في الضغط بسبب نزول الدم أثناء الجرح؟ أم ماذا؟ وما الحل أيضاً في مثل هذه المواقف؟
أرجو الإفادة التفصيلية، فقد أصبحت أخاف من هذا الأمر، وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فهذا ما يسمى بالإغماء الوعائي أو (Vasovagal syncopee )، وهو أكثر سبب للإغماء في الطب، وتنتج الحالة بسبب من الأسباب، كالوقوف الطويل كما حصل عند مريضك أو عند من يكون واقفاً مثلاً في الطابور لفترة طويلة في الحر أو في حالة التجفاف أو رؤية الدم أثناء سحب الدم أو أحياناً الاضطراب العاطفي، كأن يسمع خبراً محزناً أو خبراً عن مصيبة، وأحياناً يأتي مع التبول أو السعال أو أحياناً بسبب الألم الشديد، وفي بعض الحالات تكون بغير سبب.
وهذه الأمور تؤدي إلى رد فعل مبالغ من قبل الجسم في الجهاز العصبي نظير الودي ( نظير السمبثاوي ) Parasympathetic الذي ينظم وظائف الجسم، ويحصل تهيج للعصب الذي نسميه العصب الحائر (Vagus )، وهذا يسبب انخفاضاً في ضربات القلب، وتوسع وعائي، وبالتالي انخفاض الضغط والإغماء نتيجة انخفاض الضغط وقلة عدد ضربات القلب، وتظهر بعض العلامات على الجسم، كالشحوب والتعرق وسرعة التنفس وغشاوة البصر، وقد يحصل ارتجاف في الأطراف، ويقع المريض على الأرض.
إن حصلت مثل هذه الحالة عليك بسرعة وضع المريض بوضعية الاستلقاء على الظهر، وجعل الرأس على السرير أو الأرض دون مخدة، ورفع القدمين إلى أعلى فوق مستوى القلب، بوضع مخدة أو مخدتين تحت الرجلين، حتى يتسنى للجسم إرسال الدم إلى القلب، ومن ثم إلى الدماغ، وبالتالي تتحسن الحالة، ويفضل إعطاء الحقن لهؤلاء الناس وهم مستلقون بدلاً من الوقوف.
والله الموفق.