استشارات امراض الفم والاسنان

الأثر النفسي لفقدان الأسنان

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

السادة العلماء حماة راية الإسلام، تحية طيبة وبعد، كل ما أريده هو أن تقولوا لي كلمة تصبرني على ألمي، اسمي عمرو . من مصر 20 عاماً. وحالتي الآن سيئة! إن الحالة الصحية لأسناني متدهورة، فقد فقدت 3 ضروس من ضروسي وقمت بتركيب ضرس، وتسبب في نحت أسنان أخرى، قد يظن البعض أن هذا شيء بسيط.

ولكن ما حدث هو أن حالتي النفسية الآن غاية في السوء! وأحياناً أبكي بداخلي وأندب حالي، كل ما أريده هو أن تصبروني بكلمة حق واحدة، عسى أن يجعل الله فيها أملاً لي وزيادة من صبري . وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإنك معذور في شعورك بالحزن لأجل أن تفقد بعضاً من أسنانك، خاصة وأنك أشرت إلى أن حالتها الصحية ليست بالحسنة، فأنت كأي إنسان تحب أن تكون صحتك في حالة جيدة حسنة، وكذلك تهتم بأمر مظهرك، فأنت تعلم أن الأسنان لها أثر عند الكلام مع الناس، وعند التعامل معهم لا سيما عند الابتسامة التي تظهرها، فأنت تحب أن يكون لك المظهر الحسن بينك وبين الناس عند التعامل معهم، ومع هذا – يا أخي – فإنا نبشرك بأن هذا الأمر – بحمد الله عز وجل – قابل للعلاج، فما فقدته من أسنانك يمكن – بحمد الله عز وجل – في المستقبل أن تركب بدلاً منه، وكذلك ما قد يكون في حالة ضعف يمكن علاجه، لا سيما وأن التقدم العلمي في طب الأسنان قد خطى شوطاً بعيداً في هذا الأمر، فعليك أن تهون على نفسك، وأيضاً أن تحتسب الأجر عند الله جل وعلا فقد قال – صلوات الله وسلامه عليه: (ما يصيب المسلم من نصب – أي تعب – ولا وصب – أي مرض – ولا هم ولا حزن ولا أذىً ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه) متفق على صحته. فبهذا تنال الأجر – بإذن الله عز وجل – وأيضاً، عليك بالدعاء، وسؤال الله جل وعلا أن يعافيك من الأمراض، ومن سيئ الأسقام كما كان رسول الله – صلوات الله وسلامه عليه – يدعو: (اللهم إني أعوذ بك من البرص والجنون والجذام وسيئ الأسقام)، وأيضاً فلتلتفت إلى نعم الله عليك، فانظر كيف أنك قد عوفيت – بحمد الله عز وجل – في قوَّتك..فأنت صاحب بصر، وغيرك كثير قد حرموا هذه النعمة، وصاحب سمع وغيرك قد فقد هذه المنَّة، وصاحب قدرة على الحركة .. وغيرك كثير أشلَّ لا يستطيع الحراك ولا يستطع أن يأتي حاجته إلا بصعوبة، فلتنظر إلى نعم الله جل وعلا وليلهج لسانك بحمده وشكره والثناء عليه، هذا عدا أن تنظر إلى أن الأمر الذي أصبت به يمكن علاجه – بحمد الله عز وجل – بأيسر الأمور وألطفها ولو بعد حين – بإذن الله عز وجل – فليس من شرطه أن يكون في هذا الشهر، أو في هذه السنة، بل يمكن عندما تسمح الفرصة لذلك، فلتهون على نفسك، لتحمد الله أن حفظ لك باقي أسنانك، وحفظ لك قوتك، ومنَّ عليك جل وعلا بالفضل العظيم، فبهذا يهون عليك الأمر، ولا تكثر من التفكير فيه، ولا تتضايق منه، فإنه أمر قد يعرض لأي إنسان سواء كان بحادث من الحوادث أو نتيجة التسوُّس والتآكل، وغير ذلك من الأمور، ونسأل الله لكم جميعاً التوفيق والسداد، وأن يشرح صدرك وأن ييسر أمرك وأن يجعلك من عباد الله الصالحين وأن يوفقك لما يحب ويرضى.

وبالله التوفيق.

Related Posts

1 of 59