السؤال
السلام عليكم
بارك الله فيكم على هذا الموقع الجميل.
لدي عدة أسئلة أريد جوابا لها من فضلكم:
أنا فتاة في السادسة عشر من عمري في بلد أجنبي، ويوجد اختلاطات كثيرة في المدارس، حيث إنني لا أخرج من المنزل إلا بالمناسبات، أو عندما أريد شراء أغراض لأمي، وهذا غالبا جدا.
ـ هل يجوز حضور حصة الرياضة؟ علما أنني أحاول دائما الابتعاد عن الأولاد، لكن يحدث حوادث مثل الاصطدام بدون قصد بيني وبين الفتيان، وهذا ما يخيفني.
وعندما يريد أحد الفتيان أن يدق كفه بكفي (أرجو فهمي) أتجاهله، وفقط أبتسم، وأقول أشياء غير معروفة بصوت منخفض، وأتوتر، فهل ما فعلته صواب؟
ـ يوجد حصص غير شرعية ومحرجة جدا بالنسبة لي، ولكنهم معتادون على هذا، ولا يعرفون الصح من الغلط، حيث يتم تعليمنا عن الأعضاء التناسلية الذكرية، والأنثوية، وهرمونات الجسم والحمل.
أعرف بأنها حصة محرجة، وخاصا عندما أكون جالسة بجانب فتى، وتقول المعلمة بأن نتناقش بشأن هذا الموضوع، فأتوتر قليلا، ولكنني أتجاهل الموضوع ولا أتكلم أبدا.
أنا خجولة جدا من هذه المواضيع وغيرها، حيث لا أتجرأ بأن أقول لأهلي شيئا، وأحتاج وقتا طويلا لذلك، فهل يجوز حضور مثل هذه الحصص؟ مع العلم أن عليها درجات في الاختبار.
ـ يوجد الحب بشكل عادي جدا في هذا البلد، وأنا أحس بأن فتى يحبني، فماذا أفعل إذا اعترف لي؟
أرجو الإجابة، جعله الله في ميزان حسناتكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك هذه الاستشارة التي تدل على وعي وخير وحرص ورغبة في الإيمان، والتمسك بهذا الدين العظيم، ونبشرك بأن ثباتك على هذا الدين فيه الأجر العظيم، فأنت كالقابضة على الجمر، ونسأل الله تبارك وتعالى لنا ولك التوفيق والسداد والهداية.
بداية: نحيي ما فيك من حرص وحياء، ونؤكد لك أن الفتاة لا تملك بعد إيمانها أغلى من حيائها، وقد أسعدنا حرصك على ألَّا تُكثري الخروج من البيت، ونتمنَّى في المدرسة أيضًا أن تجتهدي في الابتعاد جهدك عن أماكن الشباب، وأرجو أن تجدي في الفتيات مَن تُشاركك الجلوس إلى جوارك ومَن تكون عندها مثل الأفكار التي عندك من الوعي والنضج، وكلَّما وجدتِّ فرصة للابتعاد عن هؤلاء الشباب فهذا هو المطلب الشرعي؛ لأن الشريعة تُباعد بين أنفاس النساء وأنفاس الرجال حتى وهم في دور العبادة، حتى وإن كانوا مسلمين، فإن خير الصفوف النساء آخرها لبُعدها عن الرجال، فكوني دائمًا حريصة على هذا البعد.
وبالنسبة للتصرفات التي تحدث: تفاديها من الأهمية بمكان، وأيضًا البيان بهدوء، يعني في حالة تعرضُك لموقف، إذا حرصت على أن تُبيّني وجهة النظر الشرعية وتُبيِّني للذي أمامك أن ديننا يحترم الناس كبشر، وأن ديننا يعرف هذه العلاقات، ولكن يريد للعلاقات أن تكون في توقيتها الصحيح، وبطريقتها الصحيحة، وأن هذا الحب والميل ينبغي أن يبدأ بإعلان هذه العلاقة وبالمجيء للبيوت من أبوابها، وينبغي أن يكون هناك توافق كامل، ورضا من الطرفين، وهذه العلاقة الشريعة تضع لها قواعد، ولكنها تعترف بهذه العلاقة عندما تكون جادَّة وفي إطارها الشرعي.
بالنسبة للحصص المذكورة: إذا كنت لا تتضررين أكاديميًا من الغياب أو من عدم المشاركة في هذه الأنشطة فأرجو أن تختاري ما فيه المصلحة، إذا كانت هذه الحصص يمكن أن تدرسيها أونلاين، أو يمكن أن تدرسيها بطريقة خاصة، أو كانت المدرسة تسمح لك بذلك، أرجو اتخاذ هذه الوسيلة، وإن لم تكن فنرجع للوصية الأولى، وهي: ضرورة أن تختاري الجلوس إلى جوار الفتيات الزميلات، وأعتقد أن الفتاة في مثل هذه البيئات ينبغي أن تنحاز لزميلاتها الفاضلات، وينبغي في الزميلات أن تختار الصالحات.
نسأل الله أن يعينك على الخير، ونحن لك في الموقع كآباء وكإخوان، فأرجو أن تعرضي كل ما عندك وتشاركينا في الخيارات التي ترفع عنك الحرج، فأنت أعرف بالطريقة التي يمكن أن تحمي بها الفتاة نفسها، حتى تحقق ما تحتاجه.
أمَّا إذا شعرت بأن الوضع فيه يمكن أن تخسري فيه دينك أو تخسري أخلاقك فعند ذلك ندعوك إلى التفكير في البعد عن هذا البرنامج، ونؤكد لك أن الله تبارك وتعالى سيُقدّر لك الخير، وأن الله لن يجعل معاشنا وحياتنا فيما حرَّمه علينا.
نسعد بمزيد من التوضيح ومزيد من التواصل، حتى نضع سويًّا النقاط على الحروف، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.