السؤال
السلام عليكم
بداية أسأل الله أن يجزيكم خيراً على هذا الموقع الأكثر من رائع.
وسؤالي: منذ شهر وأنا أعاني من تنميل، وشعور بالبرودة، وآلام المفاصل من الركبتين إلى القدمين، وأحياناً في أماكن متفرقة بالجسم، وأحياناً في الجسم كاملاً، ترتاح قليلاً ثم تعود، وأحياناً تسبب لي إزعاجاً وخوفاً وقلقاً؛ لأن الحالة غير معروفة، راجعت طبيب عظام ومفاصل وقال: لا يوجد شيء سوى التهاب بغضاريف الركبة، وأخذت الأدوية دون أي فائدة، راجعت طبيب الباطنية وقام بفحص الغدة الدرقية والسكر والضغط، وكلها طبيعية، ثم طلب مني تحليل فيتامين بي 12 وفيتامين (د)، ولكن التأمين لا يشمل تلك التحاليل وهي مكلفة؛ لذا لم أقم بتحليلها، والآن الحالة مازالت موجودة والبرودة شديدة.
علماً أن نبض الشريان بالقدم طبيعي، وحرارة الجسم طبيعية، وحرارة الجلد بالرجلين طبيعية، راجعت طبيب الأعصاب وقال: لا توجد مشكلة في الأعصاب، وطلب فحص الكهرباء بالجسم، موعدي يوم الثلاثاء، ولم أسمع بهذا الفحص من قبل، الأطباء أكثرهم قالوا: قد تكون حالة نفسية، وأنا بالفعل أشك بشخص قد أصابني بالعين على نعمة جاءتني، وقد قمت بعمل رقية شرعية وحجامة بالظهر دون أي فائدة! فهل يوجد تفسير طبي لهذه الحالة؟
بارك الله فيكم.
.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن أعراض التنميل والبرودة في الأطراف، وكذلك الآلام الجسدية بصفة عامة ربما تكون من صميم القلق النفسي، وفي بعض الحالات الاكتئاب النفسي، ولكن وبما أن هذه الأعراض أيضاً قد تُوجد في أمراض عضوية أو تكون أحد المكونات الرئيسية منها، فمن الأفضل دائماً التأكد من الناحية العضوية.
أنت من الواضح أنه – بحمد لله – لا توجد مؤشرات تدل على أن هذه الحالة حالة عضوية، ولكن أقول لك: أن إجراء تخطيط العصب سوف يكون إجراءً طيباً وصحيحاً، وسوف يجعلنا أكثر طمأنينة.
فلتقدم عليه -يا أخي- وهو فحص بسيط جدًّا لا يستغرق أكثر من خمس عشرة إلى عشرين دقيقة، وأعتقد أن إجراء هذا الفحص مهم وطيب، فلا تحجم عن إجرائه.
والجوانب النفسية كما ذكرت لك قد تتمثل في هذه الأعراض التي ذكرتها ومن أهمها القلق.
أما بالنسبة للعين فالعين حق، ونحن نعترف بذلك تماماً، ولكننا في نفس الوقت نؤمن أن الإنسان في حرز الله وفي كنفه، والمؤمن الذي يحافظ على صلواته وأذكاره ودعائه وتلاوة قرآنه، ويرقي نفسه، إن شاء الله دائماً هو في حرز الله وفي حفظه، ومهما كانت العين والسحر وخلافه؛ فإن الله سيبطله ما دام الإنسان ملتزما السبل الشرعية.
هذا أخي الكريم هو الذي أستطيع أن أقوله لك في هذا السياق.
أنصحك نصيحة مهمة جدًّا وهي أن تمارس الرياضة؛ لأن الرياضة فيها خير كثير جدًّا لعلاج مثل هذه الأعراض، ويمكنك أن تبدأ هذه الرياضة بالتدريج، ابدأ بربع ساعة مشياً لمدة يومين أو ثلاثة، ثم بعد ذلك ارفع المعدل إلى أن تصل إلى معدل ساعة في اليوم، وأنا على ثقة كاملة أن ذلك سوف يجعلك تتحسن كثيراً.
أيضاً سيكون من الجيد أن تغير من نمط حياتك: وزِّع وقتك بصورة جيدة، أكثر من التواصل الاجتماعي، لا تلتفت لهذه الأعراض؛ لأن التجاهل في حد ذاته من العلاجات النفسية الرائعة جدًّا إذا استطاع الإنسان أن ينفذها وأن يطبقها.
بعد التأكد من تخطيط العصب، أريدك أن تتناول دواء يعرف تجارياً باسم (دوجماتيل Dogmatil)، ويعرف علمياً باسم (سلبرايد Sulipride)، تناوله بجرعة خمسين مليجراماً صباحاً ومساءً لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفض الجرعة إلى خمسين مليجراماً صباحاً لمدة شهرين، ثم توقف عن تناول الدواء.
وبجانب هذا الدواء هنالك دواء يعرف تجارياً باسم (تربتزول Tryptizol) ويسمى علمياً باسم (امتربتلين Amtriptyline)، أرجو أن تتناوله بجرعة خمسة وعشرون مليجراماً ليلاً لمدة ستة أشهر، ثم توقف عن تناوله.
الامتربتلين هو دواء في الأصل مضاد للاكتئاب وللقلق، ولكن بهذه الجرعة الصغيرة جدًّا وجد أنه يفيد كثيراً في مثل هذه الأعراض، كما أن الدوجماتيل دواء ممتاز لعلاج الأعراض النفسوجسدية.
أسأل الله لك العافية والشفاء،