السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا طالب علوم شرعية في بلد عربي، وفقني ربي -الحمد لله- إلى حفظ كتابه الكريم والتفوق الدراسي، ولكنني في المذاكرة أستغرق وقتًا طويلًا، ويكون ذلك بعد العشاء، وهذا يمنعني من أداء صلاة الفجر، وأنا في حيرة شديدة، فلو ذاكرت لا أستيقظ للصلاة، ولو نمت لا أذاكر، ولو تركت المذاكرة فترة الليل سوف تتراكم الواجبات، وأنا في المرحلة الثانوية، والمرحلة تتطلب جهدًا كبيرًا، فماذا أفعل -شيخنا- لأني لا أستطيع أداء الفجر في وقتها؟ وأفيدوني بدعاء يفيد مع المذاكرة ويجلب البركة في الوقت.
جزاكم الله خيرًا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فهنيئًا لك حفظ كتاب الله تعالى والتفوق الدراسي، فهذا خير عظيم أراده الله لك، يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه).
أخي العزيز: أنت بحاجة لتنظيم الوقت بشكل حازم، لتتخلص من هذا التصادم والتعارض؛ وذلك عبر التخلي عن فراغات الوقت الصغيرة المتناثرة طوال اليوم، والتي يمكن أن تشكل وقتًا كبيرًا للمذاكرة، كذلك أنت بحاجة أن تتوقف في هذه الفترة عن مواقع التواصل الاجتماعي، وغيرها من الملهيات التي تسرق الوقت منك دون أن تشعر، حتى ترتب وقتك بشكل جيد، ومن الوسائل النافعة لترتيب الوقت التالي:
أولًا: ضع جدولًا للأولويات تحدد فيه المهم والأهم، والمستعجل والمتأخر، والكثير والقليل، وهكذا خلال اليوم.
ثانيًا: بعد تحديد الأولويات حدد أوقات الفراغ التي يمكن أن تصبح أوقات مذاكرة.
ثالثًا: يمكن أن تجعل بعد العشاء وقتًا للمراجعة السريعة، والتلخيص لمذاكرة النهار.
رابعًا: الذاكرة طويلة الأمد تعتمد على التكرار؛ لذلك تعتبر المذاكرة المتقطعة التي تعتمد التكرار أفضل من المذاكرة الدائمة الطويلة، بمعنى: أن تذاكر المقرر أكثر من مرة فتعيده في اليوم أربع أو خمس مرات في أوقات قصيرة، أفضل من أن تتفرغ ساعتين أو ثلاث ساعات لمذاكرة واحدة بوقت واحد دون انقطاع وتكرار.
خامسًا: الإنهاك والجهد والسهر يتسبب في عدم الوعي وصعوبة الاستذكار.
لذلك ننصحك بعدم السهر، وأن تحرص على صلاح قلبك وتنقيته من آفات المعاصي التي تحجب نور العلم، فالله يقول: (واتقوا الله ويعلمكم الله والله بكل شيء عليم)، فكيف تجد صلاح قلبك وأنت تؤخر صلاة الفجر عن وقتها؟ فإياك أن تستجيب لمكايد الشيطان فتفرط أو تتساهل في صلاة الفجر مهما كان وتحت أي عذر.
وننصحك أن لا تستسلم للوهم فتعطي نفسك ما تريد فتطمع بالمزيد، ولكن جاهد هذه النفس وكن صاحب إرادة قوية يجعل الدين هو الحاكم والقائد لعاداته وسلوكياته، وهذا هو أساس التدين والاستقامة، فلا بد من أن تغير جدولك بما يتوافق مع الدين لا العكس.
نسأل الله أن يوفقك للخير.