السؤال
السلام عليكم
أنا طالبة طب في السنة الثالثة، هذه السنة كانت نهايتي الدراسية في الجامعة، والآن يجب علي أن أدفع رسوماً كبيرة جداً، لإكمال دراستي.
لقد تم فصلي من الدراسة بسبب تقصيري وسنوات دراستي ٧ سنوات، وصلت فيها للسنة الثالثة فقط، أشعر باليأس الكبير والإحباط، وأشعر بعدم أهميتي في الحياة، بعد أن كنت في السنة الأولى من المتفوقين تراجع تحصيلي!
الآن أصبحت من المطرودين، متزوجة وعانيت من الإجهاض المتكرر، وحالتي النفسية سيئة جداً، خصوصاً أني الآن حامل، وزوجي يرى أني كاذبة وفاشلة.
ماذا أفعل لأعيد احترامي أمام الناس وأمام نفسي؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
كان عليك أخذ ظروف بيتك بالاعتبار عندما قررت دراسة الطب، فليس الجميع يستطيع التوفيق بين الدراسة الجامعية والحياة الزوجية، وأحياناً إصرار الشخص على الاستمرار بالتحدي قد يعود عليه بنتائج سلبية، أما عندما نُقوم بتقييم ظروفنا من جميع المجالات فإن قراراتنا غالباً تكون صائبة.
أختي العزيزة: فيما يلي مجموعة من الأفكار التي تستطيعين أن تري إياها يمكن الأخذ بها:
– توقفي عن التفكير بالدراسة الجامعية لهذه السنة، وتفرغي لحملك الجديد وبيتك، ولتكن فترة للحصول على الصفاء الذهني لتستطيعي اتخاذ قرار صائب.
– أقترح عليك استبدال دراسة الطب بتخصص آخر، بحيث تستطيعين التوفيق بين حياتك الأسرية والجامعية، وبذلك يمكن أن يتم احتساب مجموعة من المواد التي درستها، واستكمال دراستك في تخصص آخر أسهل من الطب، وهناك العديد من التخصصات.
– إن الإصرار على البقاء في كلية الطب كلفك سبع سنوات من المعاناة ولم تصلِي إلى هدفك، وهذا ليس ضعفاً فيك، على العكس هذا يدل على قوة عزيمتك في الحصول على شهادة الطب ولكن بقدر ما كنتِ شجاعة في الإصرار، عليك الآن أن تكوني شجاعة أيضاً في الانسحاب، وهذا الانسحاب ليس فشلاً، بل هو بداية جديدة، بداية مبنية على القناعة، بداية تحاكي واقعك وتتلمسه دون أي ضغوطات.
– أنصحك باستكمال الدراسة الجامعية في تخصص آخر، ولا تفكري في ترك الدراسة نهائياً.
– اجلسي مع زوجك واتفقا على بداية جديدة ترضي الطرفين. بحيث لا يخل ذلك بحقوقه الزوجية وحقوق طفلك القادم بمشيئة الله.
– ستستعيدين احترامك لنفسك عندما تتخذين قرارات وأنت مقتنعة داخلياً بها، وتكملين دراستك، حتى وإن كان التخصص الجديد ليس هو أمنيتك مثل ما كان تخصص الطب، ولكن ما يبرر ذلك أن قرار تغيير التخصص جاء لإصلاح عدة أمور تعد مفصلية في حياتك، وهي: حياتك الزوجية وطفلك القادم.
– احترام الناس لك يأتي عندما يرون أنك أكثر ثقة بقراراتك، وأعدتِ تنظيم حياتك الجامعية والأسرية، ولم تستسلمي للظروف.
– لتحسين حالتك النفسية عليك التفكير بطريقة إيجابية وليست سلبية، الآن لا ينفع الندم أو تكرار كلمة “لو” الآن أنت أمام جملة “ماذا الآن؟” انظري لما هو قادم.
– أعيدي النظر بعلاقاتك مع الآخرين، ولا تصغِ لذوي الأفكار السوداوية والسلبية.
– تناولي أكلاً صحياً، واحرصي على أخذ قسط وافر من النوم ليلاً.
وفقك الله لما يحبه ويرضاه.