استشارات اجتماعية

تبادل كلمات الحب بين المخطوبين

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قمت بخطبة أحد الفتيات الملتزمات، وأنا – ولله الحمد – ملتزمٌ أيضاً ولكن حدث ميلٌ وحبٌّ شديد من كلانا للآخر، وخلال حديثي معها أقول لها بعض الكلمات مثل: أنت غالية عندي، ولا حرمني الله منك، وأنا أعزك؛ وهذا كله لأنقل لها إحساسي بأني أحبها، وهي كذلك تقول مثل هذه الكلمات. فهل على كلانا إثم؟ وهل يجوز أن أقول لها “أحبك”؟ فإن لم أقلها بلساني فهو بَيِّنٌ أشد البيان من حالي.

أفيدوني أفادكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإننا نهنئك على هذه الخطوة الطيبة العظيمة المباركة إن شاء الله تعالى التي صرت بها خاطباً، وعمَّا قريب إن شاء الله ستصبح زوجاً صاحب بيت لتكون بعد ذلك صاحب ذرية وصاحب مسئولية في بناء هذه الأسرة التي نسأل الله تعالى أن يتممها عليكم، وأن يجعلها أسرة صالحة مباركة كما يحب ويرضى.

وأما عن ميلك وحبك لمخطوبتك فهذا أمر حسنٌ بحمد الله تعالى وليس فيه ما يضيرك، وليس فيه أيضاً حرج أو مذمة، ولكن لا يخفى على نظرك الكريم وأنت الشاب المؤمن الملتزم بشرع الله تعالى أن الميل القلبي شيء والتصرفات المخالفة لشرع الله تعالى شيء آخر، فإن هذه الفتاة وإن كانت مخطوبة لك إلا أنها لا زالت أجنبية عنك طالما أنه لم يتم بينكما عقد الزواج الشرعي الذي يحلها لك ويحلك لها، فمثل هذه الكلمات التي تدور بينكما هي كلمات صادرة من رجل مسلم لامرأة أجنبية عنه ولو كانت مخطوبة له.

فالصواب هو اتباع شرع الله تعالى ولزوم حدوده، فإنَّ تعدي حدود الله تعالى من الظلم، وهذا الظلم يشمل ظلم النفس وظلم المخطوبة بتعريضها لأسباب الحرام، بل وظلم الأهل الذين ينبغي لهم ألا يرضوا بحصول ما يخالف شرع الله تعالى في حق ابنتهم، ولذلك قال تعالى:

((وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ))[الطلاق:1].

وقد أجمع الأئمة الفقهاء أن المخطوبة تظل في حكم الأجنبية على الرجل حتى يعقد عليها عقد الزواج الشرعي، وإنما أبيح له ولها النظر ليحصل بينهما التعارف والألفة والمودة.

فالصواب إنما يكون برعاية حدود الله تعالى ولزوم طاعته واجتناب هذه المحادثات من أصلها فضلاً عن كلام الحب والغزل.

إذا علم هذا؛ فإن من خير ما تقوم به أن تسعى في إتمام عقد الزواج على مخطوبتك لأنك حينئذ ستتلافى هذه المحظورات فيجوز مكالمتها وتبادل الكلام اللطيف معها والتعبير عن حبك لها، فهذا حلٌّ في متناول يديك فاسع فيه، بل إن أمكنك أن تبادر إلى إتمام الزفاف فهذا خير على خير ونور على نور، فإنَّ من طلب العفاف حصَّل المعونة والتوفيق من الله تعالى لا محالة كما أخرجه الترمذي في جامعه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ثلاثة حق على الله عونهم -وذكر منهم-: الناكح الذي يريد العفاف).

ونسأل الله لكما التوفيق والسداد، وأن يجمعكما على طاعته في بيت الزوجية، وأن يرزقكما الذرية الطيبة.

وبالله التوفيق.

Related Posts

1 of 39