استشارات اجتماعيةاستشارات

تزوجت ولا أستطيع التأقلم مع زوجي، ما النصيحة؟

 

السؤال

متزوجة وبعمر 19 سنة، وحامل بالشهر الثامن، خطبني زوجي في عمر ١٤ ونصف، وهو ١٩ سنة، بعد أن أصر على عائلته، خوفاً من أن يأخذني غيره، ووافقت عائلتي رغماً عني، لأنها العائلة الوحيدة التي تناسبنا.

هم من نفس قبيلتي، وهي قبيلة معقدة جداً، وتسلب أبسط حقوق الفتيات، مثل الدراسة والقيادة، لكن عائلته مختلفة ومحترمة، وتقرب لأمي، ووضعهم المادي جيد، ويختلفون عن القبيلة من ناحية القيود.

كنت أعرفه منذ طفولتي، ونلعب ونتحدث ونحن صغار، وكان خجولاً ومؤدباً كما هو الآن، وكنت طفلة، ولا أتقبل كوني فتاة مخطوبة، وأعلم أن أمي وافقت لمصلحتي، لأنه ابن عمي كان يريدني، وشخص آخر أيضاً، وأحوالهم لا ترضى بها أي فتاة، فلهذا وافقت بعد أن تأكدت أني غير موافقة لأجل عمري، ليس لأجل شخصه.

كانوا متفقين أنهم سينتظرونني حتى أكبر قليلاً، لكن لم يخرجوا هذا الحديث لمن هم حولنا، كي لا يعارضوا، فكنت أسمع من الناس يقولون إني سأتزوج قريباً وأحزن.

ما كنت متقبلة للأمر، ولم أكن أحادثه، وعندما يأتي في العيد لزيارتنا كنا نجلس معاً كعائلة، ولم نتحدث أنا وهو.

قبل الزواج بسنة أجبرت نفسي على أن أتقبل، واقتنعت أن أمي تريد مصلحتي، وتزوجنا، لكن بعد الزواج لم نكن نتحدث أبداً، وكأنا نهرب من بعضنا، فأنا رأيت أنه يريد أن يفرض سيطرته، ولا أحب هذا النوع من التعامل، لم يكن كما كنت أعتقد، بل اكتشفت أنه لا يؤيد الدراسة ولا القيادة، كما أنه يرى أنه من العيب أن أجلس بالأمام في السيارة.

اكتشفت أنه مثل غيره من الشباب من قبيلتي، لا دراسة ولا قيادة ولا شيئًا، وفوق هذا لا نتكلم، هل يصح عدم تقبلي بسبب أنني أرى بأنني مجبرة؟

 

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

.. نشكر لك تواصلك بالموقع، ونسأل الله تعالى أن يصلح أحوالك كلها، وأن يديم الألفة والمحبة بينك وبين زوجك.

نحب أن نذكرك -أيتها البنت العزيزة- بأمور:

أولها: نعمة الزواج، فإن الله سبحانه وتعالى قد من عليك بهذه النعمة العظيمة، وأخبرنا سبحانه وتعالى في كتابه الكريم في آيات عديدة عن نعمة الزواج، وما يترتب عليه من المنافع الدينية والدنيوية، فينبغي شكر هذه النعمة، ومن شكر هذه النعمة الحفاظ عليها، والقيام بالأحكام الشرعية، والواجبات التي يكلف الله تعالى بها كلا الزوجين.

الحذر من ألاعيب الشيطان ومكره وكيده، التي يسعى من خلالها لإيجاد النفرة والكراهية بين الزوجين، فإن الشيطان يحرص كل الحرص على التفريق بين الزوجين، ويوجد البغضاء بينهما، وقد وصفه النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث بهذا الوصف، وأنها أعظم أمنياته.

من ثم فلا بد لكلا الزوجين من الحذر من هذه المكائد الشيطانية، والتلاعب بالمشاعر، ولذا حذر النبي صلى الله عليه وسلم الرجل من أن يكره امرأته ويبغضها، بسبب بعض السلبيات الموجودة فيها، فقال: (لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها آخر).

هذا الحديث النبوي فيه توجيه، وهذا التوجيه من شأنه أن يغلق الباب أمام الشيطان، وكما أن الحديث وجه الخطاب فيه للرجل فالمرأة كذلك، ينبغي أن لا تكره زوجها وتنفر منه بسبب بعض الصفات الموجودة فيه، بل ينبغي أن يكون المنهج حكيماً، كما أرشد إليه النبي صل الله عليه وسلم، وهي المقارنة بين الحسنات والسيئات، والنظر إلى السلبيات والإيجابيات، فزوجك بحسب ما ذكرته من الأوصاف فيه الكثير من الخير، والنفع لك، فلا تسمحي أبداً للمشاعر السلبية أن تسيطر عليك، وتنسيك الجوانب الإيجابية في زوجك.

ما دام هذا الزوج يقوم بواجباته الشرعية من حيث القوامة على الأسرة، والكسب الحلال لها، والإنفاق عليها، ويقوم بمراعاة حقوقك، ولو كان يشوبها شيء من التقصير أو النقص عن الحالة المثلى، فينبغي لك أن تغضي الطرف عن هذا، وتتذكري أن نساء كثيرات يتمنين الزواج، ولو بحال أنقص مما أنت فيه، ثم إن زواجك في هذا السن -أيتها البنت الكريمة- هو زواج في سن مناسب، ليس فيه ما يكدر عليك عيشك، بل هو نعمة ساقها الله تعالى إليك في وقت مبكر، فتستطيعين بناء حياتك، والاستفادة من الحياة الزوجية، من وقت مبكر.

كذلك الحصول على الذرية الطيبة، فتستعينين بهذه الذرية قبل أن يسيطر عليك كبر السن والضعف، ونحو ذلك من الأمور التي يجنيها الإنسان بسبب الزواج المبكر، فالزواج نعمة، والرسول صلى الله عليه وسلم كان يوصي الشباب بالزواج، والمبادرة إلى الزواج، متى قدر الإنسان عليه.

الخلاصة -أيتها البنت العزيزة- إننا ننصحك بأن لا تنظري إلى الجانب الذي تظنينه سيئاً، وهو ليس بسيء في الحقيقة، ولكنك تنظرين إليه هكذا، وننصحك بأن لا تبالغي بالنظر إليه وتفخيم شأنه، وعليك أن تعرفي أن الإيجابيات في زوجك أكثر من السلبيات، والمنافع أكثر مما تظنينه من المضار، والحياة هذه لا تخلو أبداً من نوع من المنغصات والأكدار، فهي دار للابتلاء والامتحان والصبر.

ننصحك -ابنتنا الكريمة- بالاعتناء بزوجك، والقيام بحقوقه، وأن تتفقهي في دينك، وتعرفي ما الذي يجب عليك كزوجة، فتبذلينه عن طيب نفس، وتحتسبين أجرك في أعمالك كلها، فهذه سعادتك العاجلة في دنياك والآجلة في آخرتك.

نسأل الله تعالى لك التوفيق والتيسير والسداد.

 

المصدر

طالع أيضا

Related Posts

1 of 499