السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم.
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين! وبعد:
فأشكرك كثيراً يا دكتور أحمد الفرجابي على تفهمك الدائم لأسئلتي، ورفعك لمعنوياتي! فلقد أحببتك في الله كثيراً بسبب ردودك الرائعة على استشاراتي، فأنت مستشاري المفضل!
أود أن أسألك بشيء من التفصيل عن ما ورد في ردك الكريم بخصوص الإمكانيات، فأنا ـ والحمد لله ـ ذو ذوق فني جميل، وأرسم جيداً، وسبق لي أن درست الرسم، أما الإمكانيات المادية، فعندي مال قليل بعض الشيء، لكن الحمد لله على كل حال! فخزائنه ملأى سبحانه وتعالى، كيف أخرج مشروعي وأسوقه بعد الانتهاء من رسمه؟ كيف أصل إلى بعض النماذج الجاهزة للاستفادة منها؛ حبذا لو تكون على الشبكة العنكبوتية؟
أرجو أن يكون ردكم الكريم بتفصيل كما عودتني دائما!
وجزاك الله خيراً!
وبارك فيك وفي القائمين على الموقع!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله أن يقدر لك الخير، ويسدد خطاك، ويلهمنا جميعاً رشدنا، ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا.
فإن المهام الكبيرة تحتاج إلى نفوس عظيمة:
وإذا كانت النفوس كباراً تعبت في مرادها الأجسام
والسعيد في الناس هو من يسخر مواهبه وشبابه وحياته في خدمة دينه وأمته، فاستعن بالله وواصل مهمتك واجتهد في تنمية هذه الفكرة، وتجنب العجلة وإياك والغرور، وأخلص لله فإنه ما كان لله دام واتصل وما كان لغير الله انفصل وانقطع، وما أريد به وجه الله يبقى.
وهذا ابن عباس رضي الله عنه حبر الأمة وترجمان القرآن، وصاحب المجالس العلمية المتنوعة في الفقه واللغة والشعر، تلك المجالس لو أرادت قريش أن تفاخر بها لكانت لها فخراً، قيل لابن عباس رضي الله عنه: كيف بلغت هذا العلم؟ فقال: “بلسان سؤول وقلب عقول”.
وقد قال ابن عباس لأقرانه: هيا نطلب العلم، فقالوا له: “أتظن أن الناس يحتاجون إليك وفيهم الفقهاء والفضلاء الكبار من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ فلم يستمع لصوت التثبيط، ومضى يطلب العلم حتى أخذ المجد من أطرافه، وقد ذكرت لك هذا من أجل أن تصبر وتطور هذه الفكرة، وتحرص على عدم سماع كلام من يجرك إلى الوراء ويدعوك للقعود، فإن المياه الراكدة بيئة للجراثيم، ومكان للطحالب والنتن.
ونحن من جانبنا نقول لك: أحبك الله الذي أحببتنا فيه، ونسأله تبارك وتعالى أن يجمعنا في مواطن الخير وخدمة الدين في الدنيا، وأن يحشرنا في الآخرة في الدار التي أعدها للمتحابين بجلاله، في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
وإذا بلغت فكرتك هذه مرحلة النضوج، فالصواب أن تعرضها على هيئة علمية ومختصين من أهل التربية والتعليم، شريطة أن تكون عندهم غيرة وحرص على الخير، وتحسن الاستماع لملاحظاتهم والاستفادة من تنبيهاتهم، والإنسان عندما يستشير غيره يضيف ثمرات عقولهم إلى ما عنده من مواهب وأفكار.
ثم تأتي بعد ذلك مرحلة التسويق والإعلان، وله كذلك مؤسسات متخصصة، فنحن في زمان التخصصات والمؤسسات الكبرى، وديننا دعا للتعاون على البر والتقوى. وإذا لم يتيسر لك ذلك فلا تيأس وواصل في تنمية الفكرة ونشرها، وإذا أخلصت لله وصدقت فسوف ترى بإذن الله ما يسرك، وسوف يبارك الله لك في القليل.
أما بالنسبة للنماذج الجاهزة للاستفادة منها فيمكنك النظر في المكتبات المتخصصة، ونحن من جانبنا في الشبكة الإسلامية سوف لن نقصر في مساعدتك في حدود الإمكانيات المتوفرة، والنماذج المتاحة.
وأكرر لك شكرنا وإعجابنا بطموحك، ولا نملك إلا أن نسأل الله أن يرزقك الهداية والثبات.
ونسأل الله لك السداد والتوفيق لما يحبه ويرضاه.