السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لدي ثلاث مشكلات، وهي مشكلات متداخلة مع بعضها، أرجو أن يتسع صدركم للإجابة عليها.
1- المشكلة الأولى وهي الأساسية، الدوخة: حيث تأتيني الدوخة بأوقات وأوضاع مختلفة، فقد تأتيني عند الالتفات، وعند التوقف بعد المشي لمسافة معينة، وعند المشي، وبعد النظر للأعلى، وعند القراءة لفترة طويلة، وكذلك عند التنقل بنظري بين أكثر من مكان، أو بين أكثر من شخص، وقد زرت أكثر من طبيب باطنة وأنف وأذن وحنجرة، وعيون ومخ وأعصاب، وعملت جميع الفحوص الممكنة، ومنها أشعة مقطعية للرأس، وكانت النتائج -ولله الحمد- سليمة، ولم يصف أحد منهم لي دواء، باستثناء طبيب المخ والأعصاب الذي وصف لي دواء للدوخة لا أذكر اسمه، وكذلك نوعا من الفيتامينات؛ لأنه بحسب قوله أعاني من ضعف، رغم أن وزني 58، وطولي 162، والدم عندي 18.
2- المشكلة الثانية وهي بسبب الأولى: حيث أثرت نفسيا علي في الفترة الأخيرة، فأصبحت أخاف أن تأتيني الدوخة في بعض المواقف أو الأماكن، وازداد القلق عندي، وتأتيني أحيانا أعراض من القلق مثل تنميل في اليدين، ورجفة، وزيادة في نبضات القلب، وضيق.
3- المشكلة الثالثة: وهي نحافة اليدين مقارنة ببقية جسمي، وكذلك ضعفهما من ناحية القوة، فهل تنصحونني بالفيتامينات (المكملات الغذائية) وأي نوع هو الأفضل؟
أتمنى أن لا أكون قد أطلت عليكم، وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
بارك فيك، وجزاك الله خيرا، وأتفق معك أخي الكريم بأن الدوخة مزعجة، خاصة إذا لم تعرف أسبابها، وأنا دائما أقول للإخوة والأخوات الذين يعانون من الدوخة، والتي لا توصل الفحوصات لمعرفة سببها، هذا في حد ذاته يجب أن يكون مطمئنا، فالدوخة قد تكون شعورا داخليا عند الإنسان في بعض الأحيان، أو قد تكون أسبابها واهية جدا، التهابات فيروسية، أو شيء من هذا القبيل، يحدث في جهاز التوزان الداخلي خلف الأذن، وفي بعض الأحيان التهابات الجيوب الأنفية، حتى حركة الرقبة المفاجئة، يعرف أن لها تأثيرات على الجهاز العصبي، وهكذا، وبعض الناس حساسين جدا في تلقي الأعراض، يعني أن العرض يشغلهم كثيرا، وأنا لا أقول لك أبدا أن هذا الذي تعاني منه نوعا من التوهم، هي دوخة حقيقية وتحدث لك، لكن ما دامت أسبابها ليست واضحة؛ فهذا يعني أنه لا سبب لها.
أرجو أن تطمئن، وأرجو أن تقلل من العامل النفسي، والذي أعرفه أن الذين يعانون من الدوخة المتقطعة، من خلال المراس والممارسة والتعايش مع هذه الدوخة، تجدهم يعرفون الطرق التي تجنبهم هذه النوبات، وذلك من خلال تغيير الوضع، أو أخذ نفس عميق، أو الجلوس لفترة وجيزة، فأرجو أن تدرب نفسك على الآليات الذاتية الداخلية؛ التي تجعلك تتواءم وتتكيف مع هذه الدوخة، وهذا لا يعني أنك لا تتعايش معها إلى الأبد، إن شاء الله تعالى وبرحمته ستزول عنك تماما.
فيما يخص تناول الفيتامينات: هذا غير مرفوض لكن لا تكثر منها، وأنا أريد أن أقترح لك دواء بسيطا جدا مضادا للقلق، اسمه دوقماتيل Dogmatil، والاسم العلمي سلبرايد Sulipride، يمكن أن تجربة كبسولة واحدة يوميا، وقوة الكبسولة هي 50 ملجم، تناولها لمدة أسبوعين، بعد ذلك جعلها كبسولة صباح ومساء لمدة أسبوعين، ثم كبسولة صباحا لمدة أسبوع، ثم توقف عن تناول الدواء، وهذا الدواء يفيد الكثير من الناس الذين يعانون من الأعراض النفسوجسدية، مثل الأعراض التي تعاني منها كالقلق، والشعور بالتنميل، والرجفة، وتسارع نبضات القلب.
أيها الفاضل الكريم: ممارسة أي نوع من الرياضة أيضا سوف يفيدك، رياضة المشي مثلا، وتمارين الاسترخاء لها قيمة كبيرة جدا، فأرجو أن تتدرب عليها، صرف الانتباه عن العلة مطلوب، خاصة هذه العلل الغير واضحة المعالم والأسباب، فصرف الانتباه عنها يكون من خلال أن تشغل نفسك فيما هو مفيد، والانهماك في العمل، والتواصل الاجتماعي، كذلك الرياضة، القراءة، والاطلاع، وأن تجعل قلبك معلقا بالمساجد، هذا كله دافع إيجابي يقضي -إن شاء الله- على هذه الأعراض.
نصيحتي الاخيرة لك أيها الأخ: لا بأس أن تتواصل مع طبيب الأنف والأذن والحنجرة، مرة واحدة كل ثلاثة أشهر، متى ما رأيت ذلك ضروريا.
موضوع المكملات الغذائية، وما يثار حولها، أنا لا أرى لها ضرورة أبدا، إلا إذا كان الإنسان يعاني من نقص معين أثبتته الفحوصات، فهنا يجب أن يأخذ العلاج التعويضي، بخلاف ذلك أرى أن الحياة الصحية تتكون من تناول غذاء متوازن، والنوم المبكر، وممارسة تمارين الاسترخاء، واستغلال الوقت بصورة طيبة، والحرص على الدعاء.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسألك الله لك الشفاء.