استشارات منطقة الرأس

صداع ودوخة خصوصاً عند القيام من النوم

السؤال

أحس بصداع ودوخة، خصوصاً عند القيام من النوم، وتزيد أحياناً لدرجة لا أستطيع معها على القيام من السرير من كثرة الصداع والدوخة، ولدي حساسية في الأنف، وأحياناً أحس أني بضيق التنفس وكأنه لا يوجد هواء في الشقة، وعندما أنزل للشارع أحس بنفس الأمر، لدرجة أني أتعرق في الجو طبيعي، وضغطي منخفض دائماً، وعندما آكل الحلويات أحس بصداع حول العين، ودوخة، ولا أستطيع القيام من مكاني.

وقد أجريت تحليلاً للدم فلم تظهر أي مشكلة، وكشفت عند طبيبة باطنية وأخذت علاجاً، وفي كل مرة تغيّر لي الدواء، ولم تعرف المشكلة بالضبط، ونصحتني بالذهاب لطبيب مخ وأعصاب، وذهبت وأخذت علاجاً، وبعد أسبوع عدت ثانية فزاد جرعة العلاج، وقال: لا تحتاجين لأشعة، فأنت ولدت هكذا، فأرجو منكم الإفادة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فبعد أن قامت طبيبة الباطنية وطبيب المخ والأعصاب بمعاينتك وتقييم حالتك، واتضح أنه لا توجد أسباب عضوية لتفسير هذه الدوخة، وكذلك الشعور بالصداع، وتناقص الطاقات الجسدية والنفسية، كما لا يوجد سبب عضوي، ربما يكون الأمر يتعلق بقلق نفسي بسيط، أضف إلى ذلك أن الحساسية في الأنف ربما تؤدي إلى أعراض جسدية بسيطة كالصداع والدوخة، ولكن ليس بالشدة التي ذكرتها.

وقد لاحظتُ أمراً وهو أنك حين تأكلين السكريات تحسين بالصداع حول العين، وسبب ذلك أن بعض الأطعمة مثل الشيكولاته تحتوي على مادة تسمى (تيرامين)، وهذه المادة ربما تثير الصداع لدى بعض الناس، فأرجو أن تكوني حذرة في تناول ذلك بالإضافة إلى الأجبان والشيكولاته، وحاولي أن تتجنبي شرب القهوة أيضاً، فهذا يساعد في علاج حالتك.

وهناك بعض التدابير النفسية السلوكية لو قمت باتخاذها فسوف تساعدك، حيث توجد تمارين تسمى بتمارين الاسترخاء جيدة ومفيدة في مثل هذه الحالات، ولتطبيق هذه التمارين أرجو أن تجلسي على كرسي مريح في مكان هادئ داخل الغرفة أو تضطجعي على السرير، بعد ذلك أغمضي عينيك وخذي نفساً عميقاً بطيئاً عن طريق الأنف، ويجب أن يكون أخذ النفس – أي هذا الشهيق – بكل قوة، بعد ذلك أمسكي الهواء في صدرك حتى ينتشر الأكسجين بصورة جيدة على أجزاء الجسم خاصة الدماغ، بعد ذلك أخرجي الهواء بكل قوة وبطء عن طريق الفم، كرري هذا التمرين خمس مرات متتالية بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء وذلك لمدة أسبوعين، ثم مرة واحدة لمدة شهر.

تمارين الاسترخاء متعددة ومفيدة، وهذا من أبسطها، ولمزيد من الاطلاع على تطبيق هذه التمارين وأنواعها يمكنك تصفح أحد المواقع على الإنترنت أو تتحصلي على كتيب أو شريط من أحد المكتبات لمزيد من التبيان والتوضيح حول تمارين الاسترخاء، وأرجو أن تطبقي هذه التمارين.

أنصحك أيضاً بالقيام بتمارين رياضية بسيطة ليس من النوع العنيف، أي تمرين رياضي يناسب الفتاة المسلمة أرجو أن تطبقيه بشرط أن يكون ذلك باستمرار.

أرجو أن تضعي لنفسك برامج يومية، يجب أن تقضي وقتاً في العمل، يجب أن تأخذي قسطاً معقولاً من الراحة، تكلمنا عن التمارين الرياضية، يجب أن تعطي أعمال البيت وقتها، التواصل الاجتماعي يجب أن يأخذ نصيباً، رفّهي عن نفسك بما هو مباح ومشروع، اقرئي، اطلعي، خصصي وقتاً لتلاوة القرآن يومياً، ولا شك أن الصلاة في وقتها، والدعاء، والذكر، هي مدعمات نفسية كبيرة.

ويجب أن تبني قناعات جديدة في أنك في حالة صحية جيدة، وهذه الحالة ما هي إلا نوع من القلق النفسي البسيط وليس أكثر من ذلك.

وسوف أصف لك أحد الأدوية الفاعلة والممتازة والتي تساعد في مثل حالتك، الدواء يعرف تجارياً باسم (بسبار)، واسمه العلمي هو (بسبرون)، أرجو أن تتحصلي عليه، وهو لا يتطلب وصفة طبية، تناوليه بجرعة خمسة مليجرامات صباحاً ومساءً لمدة أسبوعين، بعد ذلك ارفعي الجرعة إلى عشرة مليجرامات صباحاً ومساءً لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضي الجرعة إلى خمسة مليجرامات صباحاً لمدة شهرين، ثم توقفي عن تناول الدواء، هذا من الأدوية الجيدة والبسيطة والمضادة للقلق والتوتر، ويجدد لك الطاقات النفسية، وكذلك الجسدية.

لا تتخوفي حول المستقبل، فلن يستمر معك هذا التعب بإذن الله، وما ذُكر من جانب أصدقائك لا أعتقد أنه صحيح، هي أفكار تشاؤمية أكثر مما يجب، فلا تأخذي بها، وتوكلي على الله، وسليه دائماً الصحة والعافية،

Related Posts

1 of 71