السؤال
لدي طفل في الشهر السادس من العمر، يعاني من الكحة والبلغم، فما العلاج؟
جزاكم الله خيراً.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالكحة والبلغم والطفل عمره ستة أشهر بالطبع لا أستطيع أن أصف علاجاً للطفل؛ لأن هناك احتمالات عدة سأتحدث عنها وسأتحدث عن علاجها؛ لأنك لم تخبرينا تفاصيل كثيرة، هل هناك ارتفاع في درجة الحراة أم لا؟ هل هناك سعة في التنفس أم لا؟ هل يوجد أعراض للبرد مثل الرشح من الأنف أم لا؟ كم يوماً استمرت تلك الكحة؟ هل احتاج الطفل من قبل لجلسات أكسجين أم لا؟
الاحتمالات إذن كثيرة، ويجب فحص الطفل من قبل متخصص ليسمع صدره، ويفحص الحلق، وقد يستلزم الأمر إجراء أشعة على الصدر إذا قرر الطبيب ذلك.
ولكن سنعطي بعض المعلومات التي أرجو أن تكون مفيدة، الكحة والبلغم قد تأتينا الأم تشكو من وجود كحة، وعندما نسألها: هل هناك بلغم أم لا؟ تقول: نعم، في أغلب الأحيان يكون هذا الجواب خادعاً حتى لبعض الأطباء؛ لأنه غالباً ما يكون إفرازات مخاطية من الأنف تمر من خلال الأنف للبلعوم وتزيد من الكحة، وهنا سيكون العلاج أن نعطي شيئاً يقلل من إفرازات الأنف، ونعطي دواء مهدئاً للكحة أو السعال.
أما في حالة وجود بلغم، والمقصود بذلك أن يكون إفرازات من الصدر فهذا يعني أن الالتهاب الموجود يبدأ من مستوى القصبة الهوائية إلى أسفل، أعني: الشعب الهوائية، ثم الشعيبات الهوائية بالصدر، وهنا يكون العلاج منظمات للبلغم وأدوية طاردة للبلغم (وتلك أدوية تزيد من الكحة لنساعد الطفل على التخلص من البلغم، ولتكون ممرات الهواء بالصدر غير ممتلئة بتلك الإفرازات).
بالطبع الأكثر شيوعاً إذن هي الكحة الجافة؛ لأن الأكثر شيوعاً هو إصابة الطفل بالبرد العادي، ويكون الالتهاب محصوراً في ممرات التنفس العليا، مثل: التهاب الحلق واللوز والأنف.
ما هو تفسير ذلك؟ الخلايا المبطنة للجهاز التنفسي العلوي هي خلايا مسطحة لا يمكن أن تفرز البلغم، أما الخلايا المبطنة للجهاز التنفسي السفلي فهي خلايا عمودية تفرز البلغم، وبالتالي يزيد إفراز البلغم عند إصابتها بالالتهاب؛ ولذلك علينا أن نفرّق بين إفرازات الأنف التي تمر من الأنف للبلعوم، وإفرازات الصدر للبلغم؛ لأن العلاج سيختلف.
أيضاً هناك شيء آخر مهم: هل هناك أعراض حساسية صدر أم لا؟ وهنا العلاج سيختلف أيضاً.
إذا كان الأمر نزلة برد بسيطة وهي الأكثر شيوعاً، فنحن نعطي بعض السوائل الدافئة مثل الينسون، ونعطي دواء يقلل من إفرازات الأنف إذا كانت كثيرة (يكون الدواء لمدة لا تتجاوز ثلاثة أيام) أيضاً نستخدم نقط محلول الملح للأنف عندما يلزم وخصوصاً قبل الرضاعة وقبل النوم يمكن استخدام شفاط للأنف لمساعدة الطفل على التخلص من إفرازات الأنف حيث لا يستطيع ذلك بمفرده، خوافض الحراة عند اللوزم، في الأغلب لا نحتاج إلى استخدام المضادات الحيوية؛ لأن السبب يكون فيروسا في أغلب الأحيان ( ولكن قد نحتاجها إذا كان انطباع الطبيب أن تلك عدوى بكتيرية )، أدوية الكحة المستخدمة في تلك السن (ستة أشهر ) معظمها مستخرج من أعشاب طبيعية، وهنا في تلك الحالة نستخدم أدوية مهدئة للسعال.
بالطبع يجب أن يفحص الطبيب الطفل ويأخذ التاريخ المرضي لتقييم الحالة بشكل جيد، هناك أيضاً بعض الأسباب الأخرى المسببة للكحة المزمنة مثل الارتجاع في المرىء، والعرض على الطبيب والتأصيل مهمة لتقييم أي حالة مهما بدت بسيطة.
والله الموفق.