السؤال
أنا شخص مدخن، وأعاني من ألم شديد في (العصعص) أسفل الظهر، وذلك بعد الجماع مباشرة، ولا أستطيع الجلوس.
أفيدوني بارك الله فيكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن كنت لا تستطيع الجلوس فلابد وأن هناك مشكلة في الظهر، وآلام أسفل الظهر شائعة جداً، وأكثر سبب للآلام هي العضلات والأربطة، وفي مثل سنك يمكن أن يكون السبب هو احتكاك وخشونة بين الفقرات، وهذا قد يسبب الماً في الظهر مع الحركة والجماع يتطلب جهداً على الظهر، لذا يكون الألم في هذه الوضعية.
وعليك بعمل صورة للظهر لمعرفة إن كان هناك تضيق بين الفقرات أو احتكاك، وفي بعض الأحيان يكون السبب هو انقراص غضروفي أو ديسك، وفي هذه الحالة يتطلب عمل تصوير طبقي أو طنين مغناطيسي للظهر.
وعلى كل حال ينبغي عليك اختيار الوضعية المناسبة للجماع إن كانت الآلام تزعجك، ومن ناحية أخرى فإن أول نصيحة هي التوقف عن التدخين، وقد حرمه جميع العلماء لما له من آثار ضارة على المال والصحة وصحة الآخرين، ومن مضاره سرطان الرئة، حيث تكون نسبة الوفيات الناتجة عنه لدى المدخنين أكثر بثلاث وعشرين مرة عنها لدى غير المدخنين، وكذلك سرطان الفم وسرطان الحنجرة وسرطان المريء وسرطان المرارة وسرطان البنكرياس وسرطان الكلية والبروستاتا.
ويزيد نسبة الوفيات بالتهاب القصبات وانتفاخ الرئة خمسة أضعاف، ويضاعف نسبة الإصابة والوفيات بأمراض القلب، ويزيد نسبة الحوادث الوعائية الدماغية (الشلل) بمقدار (50 %)، ويؤدي إلى تضيق الشرايين المحيطية الذي قد يتطور إلى بتر الأطراف، بالإضافة لزيادة احتمالات الجلطات الدماغية والقلبية، ويسبب تقلصاً في شرايين القلب، وهذا بدوره يسبب الذبحة القلبية، فالأبحاث الطبية قد أظهرت بشكل غير قابل للجدل التأثير السيء للتدخين على القلب وشرايينه.
إن هذا الضرر يبدأ من تدخين السيجارة الأولى حتى ولو لم (يبلع) المدخن الدخان؛ إذ أن مادة النيكوتين تذوب في اللعاب وتمتص بواسطة الدم وتسبب تقلصاً واضحاً في شرايين القلب وباقي شرايين الجسم، ومن ناحية أخرى يسبب الرائحة غير المقبولة الناجمة عن التدخين والتي تنفر الزوجة والأصحاب والمقربين.
لذا هذه نصيحتي الأولية والأهم وأنت في هذا السن – وقبل أن يفوت الأوان وتبدأ المشاكل الصحية – أن تتوقف عن التدخين بلا رجعة، وإلا فستكون مسئولاً أمام الله، فقد أنذرت وعلمت أنه حرام وضار، ولا تحاول أن تقنع نفسك بما قد يفتى في هذا الموضوع أنه مكروه، فهو حرام، فهذا الجسم أنت مسئول عن رعايته وحفظه، وإن لم تحفظه أثمت وأصابتك الأمراض ودفعت بعد ذلك على علاج هذه الأمراض ما لا تطيق.
وبالله التوفيق.