السؤال
السلام عليكم.
في البداية أود أن أشكركم على جهودكم في هذا الموقع؛ فهو من أحسن المواقع التي رأيتها في حياتي، وأسأل الله أن يكرمكم بالجنة.
أنا شاب في بداية حياتي، وعمري 15 سنةً، أعين عائلتي مادياً، ولم أدرس، ولكن تعلمت البرمجة منذ سنة تقريباً على اليوتيوب، وأبحث عن عمل، ولم يأتني إلا شخصان، والعائد قليل، وأعلم أنه سيأتيني أكثر -إن شاء الله-، ولكن أريد نصائح، أو أدعيةّ، أو عبادات تنصحونني بها حتى أطبقها طوال حياتي، وتزيد في رزقي وعملي.
وكما تعلمون فأنا صغير، ولا يمكنني أن أتوظف بعد، ويلزمني أن أعمل في العمل الحر، كما أنني أنوي الزواج بعد عدة سنوات، حتى أستر على نفسي وأحفظها من الوقوع في الحرام.
وشكراً لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -ولدنا الحبيب- ونشكر لك ثناءك على الموقع، ونحن مسرورون جدًّا بتواصلك معنا وثقتك فينا، ونبادلك الدعاء بالدعاء، ونسأل الله تعالى أن يفتح عليك أبواب الرزق، وأن يكتب لك سعادة الدنيا والآخرة، ونشكر لك -أيها الولد الحبيب- حرصك على إعانة أهلك، والقيام بدورك في المساهمة والمشاركة بتحمُّل أعباء الحياة، ونسأل الله تعالى أن ييسّر لك الخير.
نحن على ثقة تامَّة -أيها الحبيب- من أن الله سبحانه وتعالى لن يُضيّعك ما دمت حسن العلاقة بربّك، فإن الله سبحانه وتعالى وعد عباده المؤمنين بالكفاية لمَن توكّل عليه، فقال: {ومن يتوكل على الله فهو حسبه} أي: فهو كافيه، سيُحقق له الكفاية -بإذن الله تعالى-.
وقد أصبت -أيها الحبيب- حين طلبت وبحثت عن الأسباب التي تجلب الرزق؛ فإن للرزق أسبابه الحسّية والشرعية، ومن أهم أسباب الرزق: التوبة عن المعاصي والذنوب، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (إن العبد ليُحرم الرزق بالذنب يُصيبُه)، كما أن الله سبحانه وتعالى وعد في كتابه الكريم بفتح أبواب الأرزاق أمام المتقي، فقال: {ومن يتق الله يجعل له مخرجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب}.
ومن أعظم أسباب الرزق: التوكل على الله سبحانه وتعالى بصدقٍ ويقين وتفويض الأمور إليه والاعتماد عليه، بعد الأخذ بما أمكن من الأسباب المشروعة، وطرق كل الأبواب، وقد قال الله تعالى: {فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه}، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدوا خماصًا وتروح بطانًا).
فنوصيك -أيها الحبيب- بالأخذ بما أمكنك من الأسباب المشروعة، والبحث عن العمل ولو في القطاع الخاص، وسيتولى الله تعالى أمرك وييسّر لك الخير.
وأمَّا موضوع الزواج؛ فقد أحسنت التفكير في أنه لا بد من الأخذ بأسبابه في وقت من العمر؛ فإنه إعفاف للنفس عن الحرام، وهي وصية النبي -صلى الله عليه وسلم- للشباب، فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغضّ للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء)، والله سبحانه وتعالى أمر مَن لم يقدر على الزواج بالأخذ بأسباب العفّة، وذلك بأن يصون الشاب نظره عن الوقوع فيما حرّم الله، ويصون سمعه، ويشغل نفسه بما فيه خير من أمر الدين والدنيا، ويُصاحب الرفقة الصالحة، ويبتعد عن كل المُثيرات التي تُثير الشهوة لديه.
فإذا أخذ بأسباب الاستعفاف فإن الله تعالى سيتولى عونه وييسّر له العفة، فقد قال الله سبحانه وتعالى: {وليستعفف الذين لا يجدون نكاحًا حتى يُغنيهم الله من فضله والله واسع عليم}، وفي هذا إشارة إلى أن الله سبحانه وتعالى سييسّر له أمر الزواج، وأنه سيُغنيه من فضله.
نسأل الله بأسمائه وصفاته أن يتولى عونك وييسّر لك الخير.