السؤال
السلام عليكم
قبل 7 أعوام كنت أشعر بانتفاخ، وقرقرة وخروج ريح من المعدة، سببت لي التوتر والابتعاد عن الناس.
استخدمت جرعة فلازول، وضاعفت الجرعة أقل من 8 ساعات، وحينها بدأت أتعرق من الإبطين، والرأس والظهر، وكنت قبل ذلك لا أتعرق أبداً، حتى لو مارست الرياضة.
هذه المشكلة الأولى العرق، وبعد فترة عملت فحوصات، ومنظاراً للمعدة في العلوي والسفلي، اتضح أن السبب جرثومة بالمعدة، وأيضا بواسير داخلية من الدرجة الثانية، واستخدمت علاجاً صرفه الطبيب -والحمد لله- تحسنت المعدة بشكل لا بأس به.
حينها بدأت أقلق من الجلوس بين الناس من خروج ريح أو رائحة مزعجة، بسبب البواسير.
علماً بأنه لا توجد رائحة، وإنما هو توهم مني، وتفاقم الوضع بعد ذلك، وبدأت أتجنب الناس، وأصبح كل تفكيري في رائحة جسدي، حتى تدنى مستواي العلمي، وتشتت تركيزي، حتى إني تركت الجامعة!
أصبحت لا أشعر بالسعادة، وتعكر مزاجي، وبدأت أخاف من الناس، وأظن أنهم ربما يتكلمون عني، وأن رائحتي ليست جميلة، وأني لم أحقق شيئاً.
علماً بأني أهتم بنظافتي الشخصية جيداً، وكل ذلك أدى إلى أن تفكيري يلازم هذه الأشياء على الدوام، وظهر الخوف والتوتر.
حتى إني أغتسل وأخرج في أول ساعة أكون بوضع جيد ثم أتوتر وأتعرق بشكل جنوني، وبعد أن أتعرق أقول في نفسي: الآن تتغير رائحتي، وأتعرق بشكل أكثر، وأشعر أن الكل يراقبني، وأنهم يتحدثون عني، وأحياناً أجد رعشة في يدي.
أفيدوني، بارك الله فيكم، فبسبب هذه الأشياء فقدت ذاتي ومركزي الاجتماعي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك – أخي الفاضل ، ونشكر لك سؤالك هذا بكل هذه التفاصيل.
أخي الفاضل: لا شك بعون الله سبحانه وتعالى أنك ستستعيد ذاتك ومركزك الاجتماعي الذي تشعر أنك فقدتهما.
أخي الفاضل: نعم واضح من سؤالك أنك أصبحت تعاني من هذا الرهاب وهذا الخوف، من أن تظهر منك رائحة تُؤذي الناس، مع أن هذه الرائحة غير موجودة، وواضح أنك تراعي نظافتك الشخصية، فهذا أمرٌ طيب، إلَّا أنك بدأت توسوس من هذا الموضوع؛ ممَّا أدى إلى اعتزالك الناس.
أخي الفاضل: إن التجنّب بشكل عام وتجنّب الناس خاصة لا يحلّ المشكلة، وإنما يزيدُها تعقيدًا، فأولاً أرجو أن تقبل على الخروج، وممارسة حياتك الطبيعية، ككسب العلم والتعلُّم وغيرها ممَّا تريد أن تحققه في حياتك، محاولاً تجنُّب التجنُّب، وإنما الإقبال على الناس ومواجهتهم، نعم ستكون هناك بعض الصعوبات، وتشعر بالتوتر، إلَّا أن هذا سيخف مع الوقت.
أخي الفاضل: لفت نظري أن الأمر قد وصل إلى حد أنك تشعر أن الناس يراقبونك ويتحدثون عنك، لا أكتمك سِرًّا أن هذا الأمر يستدعي المزيد من الفحص النفسي من قبل طبيب متخصص لنثبت أو ننفي وجود أمور أخرى نفسية تفسّر هذا الشعور بمراقبة الناس، وحديثهم عنك؛ لذلك إن طالت معاناتك ووجدت صعوبة في التكيّف مع كل ما ورد في سؤالك، فأرجو ألَّا تتردد أو تتأخّر في أخذ موعدٍ مع طبيب نفسي، فعادة لا بد أن يكون العلاج وفق التشخيص الدقيق والمناسب.
داعيًا الله تعالى لك بتمام الصحة والعافية، وراحة الصدر.