السؤال
عمري 21 سنة، أصبحت أكره حياتي، ولا أتمنى من الله غير الموت؛ لأنني لم أستطع أن أحصل على شيء آخر.
كنت متفوقا في الدراسة في صغري، ولكن عندما التحقت بالصف الثالث الإعدادى أصبت بداء العادة السرية، ولم يكن لدي فكرة عن ما أصبت به، سوى أنه شيء يريح أعصابي ويبعدني عن الضغط العصبي، وهنا بدأت المأساة.
أعيش في قرية أهلها يحقدون على بعضهم البعض، وأبي أرادني أن أكون الأول على مدرستي، ولكن هذا لم يتحقق، وازدادت مأساتي عندما كان ينظر لي الناس نظرات لا يمكنني نسيانها.
حياتي قبل ذلك كانت مليئة بالاضطهاد، وكنت أعاني من نفس المأساة، وأبي وأمي كانوا يعيرونني بالناس ويعنفوننى دوما.
لم تكن حياتي أفضل بعد ذلك، بل كانت أسوأ فقد أجبرني أبى بطريقة استفزازية على الالتحاق بقسم علمي رياضة، وعلى الرغم أنني لم أحصل على الدرجات التي تؤهلني لدخول الهندسة وكان الفارق 3 بالمائة إلا أن أبي أراد لي الالتحاق بالهندسة الخاصة، وكنت فرحا في بادئ الأمر؛ لأنني وجدت مخرجا من الناس، إلا أنني لم أكن بحال أفضل عن السابق، واستمر مستواي بالتدهور في أول سنة.
وفي ثاني سنة اجتهدت لكي أحصل على امتياز، ولم أحصل عليها، وأصبت بحالة من عدم الثقة، فكل ترم أتخيل أنني سوف أرسب في مادة ما، وكان هذا يصيبني بالإحباط الشديد إلا أن هذا لم يحدث، وما حصلت عليه هو فقدان وزني، ورفضتني إحدى الفتيات على الرغم من أنني لم يكن لي علاقة مع إحدهن من قبل بسبب ذلك لم أجاوب فى آخر 3 امتحانات جيدا، إلا أني أصبحت أن الشيء الوحيد الذي أعطاني ربي إياه يذهب أيضا.
وأصبحت لا أريد سوى الموت بغض النظر عن العواقب.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
تشجيع الوالدين لك من الأمور المحمودة، ولكن ينبغي أن لا تكون توقعات الوالدين أكثر من ما هو عندك من قدرات وإمكانات، والمهم في الأمر هو أن تتناسب الرغبة والطموح مع القدرات والإمكانات العقلية، فأنت حققت نجاحاً مناسباً لما عندك من قدرات.
وعدم قبولك في الكليات العامة ليس معناه أنك فاشل؛ لأن الامتحانات هي وسيلة وليست غاية، والمهم هو نجاحك في المرحلة الجامعية، وتخرجك بالتقدير المطلوب، فهناك كثير من العلماء فشلوا في الامتحانات التقيمية المدرسية ولكنهم نجحوا وأبدعوا في مجالات أخرى، فالفرصةُ أمامك للنجاح والإبداع ولا تنشغل بما يقوله الآخرون فستتغير نظرتهم تجاهك إذا أثبت لهم أنك قادر على النجاح والتفوق، فضع كل ما تملك من طاقات وقدرات في المرحلة الحالية وسيلة لعبور هذه المرحلة وتجاهل المشكلات العاطفية فهي تضيع الوقت وتشتت الإنتباه وتضعف التركيز، وقد ينعكس ذلك سلباً على تحصيلك الأكاديمي.
الوسيلة التي اتبعتها في تخفيف الضيق والقلق والتوتر هي عبارة عن مخدر، وليس علاجاً حقيقياً للمشكلة، لذلك ابحث عن بديل لعلاج هذه المشكلة ومارس تمارين الاسترخاء العضلي في حالة شعورك بالتوتر والقلق.
أعانك الله ووفقك.