استشارات

كم أحتاج من الوقت للتشافي من آثار العادة السيئة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

تحياتي للطاقم العامل وللأطباء المتميزين القائمين على الموقع، جعله الله في ميزان حسناتكم.

أمارس العادة السرية منذ 9 سنوات على فترات زمنية متباعدة، مما أدى إلى تدهور مستواي الأكاديمي، وعدم الرغبة إطلاقا في المذاكرة، بالرغم من أنني كنت متفوقا وناجحا، ولدي أحلام وطموحات أريد أن أحققها، ولكن تتنابني لحظات وشعور بالضعف والانكسار الداخلي بعدم النجاح، وأفكار تتعلق بكيفية لماذا تقرأ وما الفائدة من المذاكرة؟

أشعر وكأنني فقدت ثقتي بنفسي، وأنني لا يمكنني التخلص من الفشل والإحباط الذي يلازمني طويلا، وهنالك مقاومة داخلية قوية جدا من النفس الأمارة بالسوء بضرورة عدم التغيير والبقاء في الوضع الراهن.

أقلعت -والحمد لله- عن العادة منذ أسبوع، فهل عندما أتوقف ستعود حالتي النفسية والذهنية للأحسن؟ وكم يستغرق ذلك؟

شكرا لكم.

 

الإجابــة

 

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يبدو أنك بحاجة لأن تكون أكثر تقديرا لنفسك لكي تنجح، من الصعب النجاح والتفوق وممارسة العادات الإيجابية وأنت تفتقد إلى مفهوم ذات عالِ.

ويمكن للفرد أن يعرف صورة ذاته Self Image من خلال الإجابة على ثلاثة أسئلة: من أنا؟ كيف أقوم بعملي؟ كيف أقوم بعملي مقارنة بالآخرين؟ ومن المهم ملاحظة أن “مفهوم الفرد عن نفسه” يتغير بتغير عدة عوامل فالشعور الإيجابي عند الفرد ينشأ عند مدحه والثناء عليه، أو إنجازه لعمل أو مشروع ما، أو نجاحه في الدراسة.

أما الشعور السلبي ينشأ من النقد الموجه باستمرار من قِبل الآخرين للفرد، وتعرضه للفشل في عمله أو دراسته، إضافة إلى ممارسة السلطة الأبوية والمجتمعية باستمرار على الفرد.

وفيما يلي مجموعة من الإرشادات العملية، التي ستساعدك بمشية الله على استعادة ثقتك بنفسك، والانطلاق نحو النجاح والمستقبل بثقة أكبر:

1- إن للحديث الإيجابي مع الذات تأثيراً قوياً ويمكنك تعلم ذلك بأن تفكر، وتقول في نفسك: “أنا على ما يرام، وأستطيع أن أفعل ذلك ………..” بدلاً من أن تُفكر: ” أنا شخص لا فائدة منه، ولن أنجح في عمل شيء بشكل صحيح”. وهنا عليك أن تبذل جهدك، وليس من المهم أن تتفوق دائماً على غيرك، لذا حاوّل أن تكون مُندمجاً فيما تقوم بعمله وراضياً عنه وليس مُنشغلاً بالتفكير في ذاتك.

2- بعد تنفيذ الخطوة رقم (1)، عليك أن تكون أكثر إقداماً وليس إحجاماً، والإقدام يزودك بالجرأة والمواجهة ويجعلك تَشُق طريقك بخطى ثابتة بعيدة عن التردد الذي يوقف تطوُّر الشخص اجتماعياً ونفسياً، ويجعله يُحجم عن اتخاذ أي قرار حاسم في حياته، ويُقيده في مكانه، ويُصبح يتلقى تعليمات الآخرين ليسيروا هم شؤون حياته.

3- إن الإقلاع عن العادات يحتاج إلى تخطيط ممنهج قائم على قناعة ذاتية وتصميم من الشخص أنه سيترك هذه العادة، فإذا كنت قد بدأت بالتخفيف من ممارستها فهذا شيء رائع، وعليك الاستمرار بذلك من خلال:

(أ‌) إزالة جميع المحفزات التي كانت تثيرك لممارسة هذه العادة.
(ب‌) في الوقت الذي تريد فيه ممارسة العادة السريّة، أشغل نفسك بعمل مفيد، مثل: الصلاة، قراءة آيات من القرآن الكريم.
(ت‌) لا تذهب للسرير إلا عندما تشعر أنك بحاجة ماسة للنوّم.
(ث‌) لا تنظر إلى الصوّر المُحفزة للشهوة الجنسيّة.
(ج‌) اغضض من بصرك. يقول الله تعالى: ( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ).

وبمشيئة الله بعد الإقلاع عن العادة السرية، وتنفيذك للبرنامج الخاص بتحسين الثقة بالذات، سترى تحسناً ملحوظ في شخصيتك وتصرفاتك.

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

المصدر

طالع أيضا

Related Posts

1 of 499