السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة عمري 19 سنة، أولى جامعة ( سنة تحضيري – مسار صحي ) المسار الصحي إذا تخرجت منه أستطيع أن أتخصص طب، صيدلة، تمريض، … الخ من التخصصات الطبية.
أنا مشكلتي في الدراسة نفسها خائفة أتعثر في مادة من المواد، خصوصًا أن دراستي تحولت كلها باللغة الإنجليزية من أحياء وكيمياء، وأجد فيها صعوبة، لأني في الثانوي كانت دراستي عربية، أنا مقتنعة أني أعيد هذه السنة، ولن أجتازها، وهذا الشيء يقلقني جدًا، وخائفة.
مع العلم أني كنت طالبة مجتهدة في الثانوي – ولله الحمد – وإذا أردت استذكار دروسي يأتيني الضيق والهم، مع العلم أنها تحتاج لمذاكرة أولاً بأول ( أخاف أن أفتح محاضراتي، وأصدم من صعوبتها، أو من أشياء لا أستطيع فهمها ) وأصبحت أشعر بالممل والتضجر، وحصلت على درجة متدنية في اختبار منتصف الترم في مادة الانجليزي.
مع العلم أني اجتهدت، وبذلت ما في وسعي وقضيت ساعات طوال في المذاكرة، وزميلاتي قضين ساعات أقل وحصلن على درجات أعلى مني، دائما أفكر أن أترك الدراسة، وأن أجلس في البيت وإن هذا الشيء سيكون أفضل لي لكن والديّ سيتضايقان؛ لأنهما فرحا بقبولي في هذا المسار، وأحيانًا أقول: لا أنا سأجتهد، وأدرس وأتخصص صيدلة؛ لأنها حلمي منذ صغري، لكني خائفة من الدراسة حاليًا ومستقبلاً.
مع العلم أني دعوت ربي كثيراً، وإذا فكرت أنه لن يخذلني وسيستجيب دعواتي أرتاح نفسياً.
أرجو توجيهي للشيء الصواب، ونصحي لأني تعبت من التفكير.
دعواتكم لي بالتوفيق والصلاح، وشكراً.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أولاً: الحمد لله على حرصك على النجاح، والحمد لله على طموحك العالي، ورغبتك الجادة في تحصيل العلم النافع، وبداية نقول ثقي بنفسك بأنك قادرة على المذاكرة والنجاح والتفوق، وأن قدراتك العقلية تؤهلك لذلك، واعلمي أن الذي يتوقع النجاح ويعمل له فإنه سينجح -إن شاء الله-.
ابنتنا العزيزة: بما أنك تملكين المقومات الأساسية للنجاح، فتحتاجين فقط لتنظيم الوقت، وزيادة الدافعية للمذاكرة، وإبعاد الأفكار السلبية، واعلمي أن هناك كثيرًا من الطلاب كانت لديهم مثل هذا التخوف، ولكن بالعزيمة والإصرار استطاعوا أن يتغلبوا على المشكلة، وصاروا من المتفوقين في تخصصاتهم.
إليك بعض الإرشادات التي يمكن أن تساعدك -إن شاء الله- في التغلب على المشكلة:
1- حاولي بناء أُلفة بينك وبين المواد الدراسية وابدئي بالمواد التي تعتقدين أنها سهلة الفهم بالنسبة لك، وذلك بالتعرف على أهداف الكورس والاطلاع على العناوين الرئيسة، ومن ثم العناوين الفرعية، وانظري للتفاصيل نظرةً كليةً، واسألي نفسك ماذا فهمت؟ ثم تدرجي شيئاً فشيئاً في عمق المادة إلى أن تكسري حاجز الخوف.
2- ضعي لك أهدافًا واضحة واكتبيها بحيث تسهل قراءتها بين الحين والآخر، وتذكريها باستمرار مثل ما هي الكلية، أو التخصص الذي أريد دراسته.
3- داومي على الصلوات الخمس في مواعيدها، وخاصة صلاة الصبح لكي تنعمين بالبركة في وقتك.
4- حددي الأوقات التي يكون فيها مزاجك معتدلاً ومستقرًا، وذهنك متيقظًا للاستيعاب والفهم لكي تكون هي أوقات المذاكرة، فبعض الطلاب يفضل المذاكرة في الصباح الباكر، والبعض الآخر يفضلها في الفترة المسائية.
5- حددي أوقاتًا للترفيه والتزمي بها، ولتكن متخللة لبرنامجك اليومي ولفترات قصيرة.
6- محاولة تحريك الدافع للمذاكرة بقراءة قصص العظماء والعلماء، والناجحين في المجالات المختلفة.
7- اتبعي الطرق المناسبة في مذاكرة المواد مثلاً مواد العلوم الاجتماعية أفضل طريقة لمذاكرتها التلخيص والمناقشة، والرياضيات حل التمارين، ومواد الحفظ التكرار، واللغات بالممارسة، وبناء على ذلك ضعي جدول المذاكرة حسب درجة احتياجك لمذاكرة المادة المعينة.
8- مارسي الرياضة بشكل منتظم فإنها كما تعلمين تكسبك النشاط والحيوية.
9- حددي أوقاتًا للراحة والنوم والتزمي بها حتى تنتظم ساعتك البيولوجية.
10- قومي بوضع جدولك وفقاً للمعطيات السابقة، وقيمي مدى التزامك به يومياً، مثلاً إذا التزمت به تماماً أعطي نفسك 10/10، وهكذا تقل الدرجة إذا قل الالتزام، وفي نهاية الأسبوع قومي بوضع هذه الدرجات في صورة رسم بياني يوضح لكل يوم، وتذكري عوامل النجاح والفشل التي أدت إلى التزامك أو عدمه لكل يوم لكي تقوم بتعديل أو إصلاح خطتك.
11- استعيني بالله ثم بأساتذتك وزميلاتك من الدفعات السابقة، واستفيدي من تجاربهم وخبراتهم.
نسأل الله تعالى لك التوفيق.