استشارات اجتماعية

كيفية التخلص من الأفكار المرتبطة بتجربة خطبة فاشلة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة تعبت من الدنيا، ومن كل الذي أراه فيها، بالرغم أنني الحمد لله أصلي وأصوم، وأعمل على مرضاة الله، وأحب أن أتقرب إلى ربنا بأقل شيء، لكن كل الذي أراه في الدنيا وأتعرض له بين الناس يضايقني كثيراً، وخاصة أنني الحمد لله إنسانة محبوبة جداً، وكثير من الفتيات اللاتي أتعرف عليهن يخبرنني بأسرارهن ومشاكلهن، وأيضاً علاقتهن وحبهن، وأنا الحمد لله أنصحهن وأدعوهن للتقرب إلى الله بطريقه لطيفة، والحمد لله هناك بنات يستجبن لكلامي وذلك بتوفيق من الله.

لكنني أحياناً أحس أنني لا أريد أن أتعرف على أحد، وفجأة ممكن أبعد عنهن، أو حتى لو زرنني أهرب منهن لدرجة أني أحس في نفسي نوعاً من النفاق، بالرغم من أني لا أكره أحداً، وأحبهم في الله، وأيضاً سمعت الشيخ صفوت حجازي في حلقة عن الأخوة في الله قال: إن الإنسان عندما يحب أخا يحبه لله حتى لو كان الشخص أسلوبه غير جيد، ولا يكره هذا الإنسان وإنما يكره تصرفه، وأنا أيضاً لا أكره أحداً وإنما أكره التصرفات.

أرجوكم ساعدوني لأني تعبانة من كل الذي حولي.

ثانياً: أحببت شاباً ويعلم ربنا أني أحببته فيه؛ لأنه إنسان يصلي وبار جداً بوالديه، وكم أعجبني كفاحه في الحياة، ومعاملته مع أبويه، فعندما كنت أرى هذا الشخص في منامي كنت أبكي كثيراً وأقول: يا رب أذهب عني هذا لأني أعرف أني ممكن أكون في مرحلة مراهقة، لكن كنت أجد تقارباً شديداً من الشخص لي، وفاتحني في الموضوع لكني طلبت منه أن يكلم أهلي، وبالفعل كلمهم لأنه من جيراننا، وهو صديق أخي، وكان يتردد عندنا كثيراً.

وأنا صراحة لا أحب أن أستغل ثقة أهلي لي بطريقه خاطئة، ولكن كان أمامه فترة لإعلان الخطوة الرسمية أمام الناس، وبعد مرور سنة من الموضوع حدثت أشياء وظلمت من هذا الشخص، ومن أهله، وأيضاً كنت ألاحظ أن هذا الشاب يريد أن يتكلم معي في الهاتف، وأن يخرج معي، وأنا لا أحب هذا الأسلوب فتركته، وبعد أن وقع علي ظلم منه ومن أهله وصليت شكراً لله، وقلت دعاء المصيبة، وبدأت أنسى هذا الشاب وحبي له، لكن أحس أن شيئاً يؤثر علي ويضايقني، لدرجة أني أحياناً أحس نفسي سأصرخ، اسمه يطاردني في كل مكان، في التلفزيون، وفي الشارع، حتى على موقعكم، وفي قسم الاستشارات، وأيضاً عندي زميل لي في الدراسة نفس الشكل؛ لدرجة أني أحس أني لو خطبت لأحد أخاف أن لا أتوفق معه لو ظل الاسم يطاردني.

مع العلم أني أخذت عهداً على نفسي أن لو كان هذا الشاب آخر رجل في العالم لن أرجع إليه، وربنا يقدرني! والله أشعر بصرخة في داخلي.

أرجوكم ساعدوني أنا في ألم شديد.

وجزاكم الله خيراً، وأنا آسفة على إطالتي عليكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن هذا الاضطراب الذي تجدينه في نفسك هو أمر راجع إلى طبيعتك وشعورك، فأنت فتاة صاحبة طبيعة لطيفة رقيقة (حساسة)؛ ولذلك تجدين من نفسك التأثر السريع فتحبين صديقاتك وبسرعة، كما أنك قد تتأثرين من كلمة تصدر منهنَّ في حقك وبسرعة أيضاً، فهذا بحسب الظاهر من وصفك لحالك، إذن فأنت لديك طبيعة لطيفة تتأثر بمن حولها، مضافاً إلى ذلك أنه قد وقع لك حادث آلم نفسك ألماً شديداً، فزاد من معاناتك وهيج في نفسك شيئاً من الهم والحزن ولو كان ذلك مستوراً دفيناً، فإن هذه التجربة التي مررت بها مع هذا الخاطب، والذي كنت تميلين إليه وترين فيه الزوج الذي سوف يسعدك قد تركت أثرها البين الذي لا يخفى عليك.

حتى أنك قد صرت الآن تشعرين بأنك لو خطبت من خاطب آخر فقد لا تتوفقين معه أيضاً، إذن فهنالك نوع من الصدمة حصلت لك بسبب هذه التجربة التي لا زلت تعانين من مرارتها، والطريق للخروج من هذه المشاعر والآثار السلبية هو أن تستولي أنت على التفكير وليس أن يستولي التفكير عليك، فما معنى هذا؟ إن معناه أن تتحكمي في خواطرك وأفكارك بحيث لا تسترسلين في هذا الماضي، وفي هذه الأفكار، وفي التخوف من المستقبل المجهول، وخذي بنظرك حال الفتيات من أمثالك، كم تخطب الفتاة ثم بعد ذلك لا يتم الأمر؟ إن هذا أمر لا يعيبها ولا ينقصها، بل أمر كثير الوقوع شائع حصوله، فلست أول من خُطبت ولم يتم لها الاستمرار.

إذن فهوِّني على نفسك وخذي الأمور بالتسهيل والتهوين، واشتغلي عن الأفكار المقلقة قدر استطاعتك، وذلك بالحرص على ما ينفعك في دينك ودنياك، وقد أشرنا إلى جملة من ذلك في غير هذا الجواب، فاحرصي على امتثال تلك الخطوات.

ونسأل الله عز وجل لك التوفيق والسداد.

Related Posts

1 of 39