السؤال
السلام عليكم
سأكون معلماً لدوراتٍ لأترزّق، وأعلم كل العلم أن هناك بنات ذوات لبس غير محتشم وما إلى ذلك، كيف لي أن أتصرف حين أشرح المواد أو أجيب عن سؤال فتاة؟ فإني لا أستطيع أن لا أنظر إليهن في ذلك الوقت.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله أن يفرج الكرب، وأن ينفس ما تعسر على البشر تنفيسه، وأن ييسر بقدرته ما كان عسيرا على خلقه، وأن يلهمك طريق الصواب، وأن يرشدك إلى الحق، وأن يأخذ بناصيتك إليه.
وأما بخصوص ما تفضلت به؛ فإنا نحب أن نجيبك من خلال ما يلي:
أولاً: شكر الله لك -أخي الحبيب- حرصك على طاعة الله عز وجل، واهتمامك بما يصلحك وبما يصرفك عن المعصية دليل على وجود الخير فيك، نسأل الله أن تكون ذلك وزيادة.
ثانياً: يعيش المسلم حياته وغايته في تلك المعيشة إرضاء الله عز وجل، ولا شك أن تلك الغاية ستُصدم مع بعض أمور حياته، والعاقل من يغلّب رضى الله على هوى نفسه، لأنه يدرك أنه ما خسر من ربح رضى ربه ولو ضاعت منه الدنيا، وما ربح من خسر رضاه جل شأنه وإن حيزت له الدنيا وما فيها، وهو يدرك كذلك أن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه، كما قال قتادة بن دعامة السدوسي التابعي الجليل: لا يقْدِرُ رَجلٌ على حَرَامٍ ثم يَدَعه ليس به إلا مخافة الله عز وجل إلا أبْدَله في عاجل الدنيا قبل الآخرة ما هو خيرٌ له من ذلك. وقال أبي بن كعب رضي الله عنه: ما من عبد ترك شيئاً لله إلا أبدله الله به ما هو خير منه من حيث لا يحتسب، ولا تهاون به عبد فأخذ من حيث لا يصلح إلا أتاه الله بما هو أشد عليه.
والتاريخ يخبرنا -أخي الحبيب- بما يدل على ذلك؛ فلما عقر سليمان بن داود عليهما السلام الخيل التي شغلته عن صلاة العصر حتى غابت الشمس، وترك ذلك لله عز وجل؛ سخر الله له الريح يسير على متنها حيث أراد.
ولما ترك المهاجرون ديارهم لله وأوطانهم التي هي أحبُّ شيء إليهم؛ فتح الله عليهم الدُّنيا وملكهم شرق الأرض وغربها. وصدق الله جل شأنه: (ومن يتّق الله يَجْعَل لَهُ مَخْرجاً ويَرْزُقَهُ من حيث لا يَحْتَسب).
ثالثاً: إذا استطعت -أخي الفاضل- أن تغض البصر، وأن تواصل التدريس وأنت في مأمن؛ فحي هلا، وتوكل على الله بعد أن تستخيره، وإذا علمت أن فتنة قد تلحقك من وراء ذلك، ولم تستطع أن تجدد نيتك؛ فانج بدينك، وسيجعل الله لك بعد العسر يسرا.
نسأل الله أن يوفقك لكل خير، وأن يفتح لك أبواب الرزق.
والله المستعان.