السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في فترة سابقة أنعم الله عليّ بحب الدراسة، ونتيجة لذلك كنت أدرس ساعات جدا طويلة قد تصل أحيانا إلى ست عشرة ساعة.
أجد نفسي قد قصرت وقتها في شكر ربي على تلك النعمة (لم أكن أقدرها كنت أعتبرها شيئا طبيعيا)، فقدت تلك النعمة للأسف ولم أعد أحب الدراسة، ولا أقوى ولا أطيق أن أمسك كتابا، والذي زاد المشكلة علي أني أقارن نفسي بين الماضي والحاضر.
ضغطت نفسي كثيرا، وأجبرت نفسي على الدراسة، لكني وجدت أن هذا الوقت يمر دون استفادة حقيقية بسبب قلقي وإرهاقي نفسيا، فانعكس ذلك على صحتي، حيث غدت الأدوية شيئا أساسيا.
أنا الآن سأبدأ سنة مصيرية تحدد ما سأكون عليه لآخر عمري، فأريد أن أحل المشكلة، وأقضي عليها نهائيا من البداية.
أسئلتي:
1 كيف أنظم وقتي في الدراسة؟
2 كيف أكون إنسانة مع الله شاكرة لنعمه، مدركة لعظمته مؤمنة به إيمانا صادقا خاليا من أي غاية دنيوية (للتوفيق مثلا)؟
3 كيف أحقق جميع الأمور الواجبة علي دون تسويف أو ضغط نفسي؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلاً ومرحباً بك بنيتي الغالية بتول:
مشكلتك كما طرحتها من أسئلة واستفسارات لتعود الحياة كما كانت وأفضل بإذن الله.
بداية أود أن أقول لك أن الإسلام اهتم بالوقت، وقد تبين لنا ذلك من خلال الآيات والأحاديث التي تشير إلى أهميته في حياة المسلم، فقال الله تعالى لنا في كتابه الحكيم: (والعصر إن الإنسان لفي خسر)، وقوله (والفجر وليال عشر)، لذلك علينا العمل والمثابرة وعدم تضيعه في العيش في “الدائرة المفرغة” فالوقت والعمر نعمة من نعم الله عز وجل على الأنسان..
هل تعلمين يا بنيتي لماذا شرع سجود الشكر عندما تحصل النعم للمسلم؟
إن من عادة البشر أن يشكر إنساناً إذا صنع له معروفاً وقدم أية خدمة، فمن باب أولى أن يشكر المسلم ربه الذي يغمره بنعمه، أليس كذلك يا بنيتي بتول، كما أن شكر الله لهذه النعم سبب لاستقرارها وعدم زوالها، وهذا ما يغفل عنها الكثير من الناس، أنظري إلى قوله عز وجل:(لئن شكرتم لأزيدنكم) وقوله: (من أعرض عن ذكري فإن له عيشة ضنكا).
ولكل هذا أنصحك بما يلي:-
– حافظي على هذا القلب الرقيق المحب للخير وعلقيه بحب الله عزّ وجل الذي يحميك من الوقوع في المخالفات، وجددي من حياتك ويومك، وانظري إلى الحياة بنظرة تفاؤلية وقوية للخروج من الدائرة المفرغة.
– ركزي على اختيار تخصصك الجامعي، ونظمي وقتك، وأعطي نفسك وقتًا للراحة النفسية والجسدية، وتعلمي الاسترخاء والتأمل والتفكر والتدبر فيما خلق الله لنا في هذه الدنيا الجميلة من طبيعة جميلة تستحق الشكر.
– اشغلي نفسك ببعض الهوايات المنزلية التي تحبينها، ومارسي الرياضة في المنزل مثلا: النط على الحبل، فهو يساعد على إزالة الدهون ومفيد لبشرتك، فالعرق يساعد في الحفاظ على ترطيب الجلد، كما يعمل كحاجز لمنع الغبار والتلوث ونمو الميكروبات على الجلد.
– الثقة بالنفس هي التي تلعب دورًا أساسيًا في رفع معنوياتنا أو العكس، ومما يبدو لي بنيتي أنك بحاجة أن تعرفي قدر نفسك، وأن تحمدي الله على ما حباك من نعم ظاهرة ومنها باطنة.
– حافظي على الصلاة، ولا تنسي أن التوفيق من برّ الوالدين ورضاهما، فحسني معاملتك لهما، ومع إخوانك وأخواتك، وهذا ما أوصانا به رسوله الكريم في قوله:”إن لربك عليك حقًّا، ولنفسك عليك حقًّا، ولأهلك عليك حقًّا، فأعطِ كل ذي حق حقّه” (رواه البخاري).
سألت : كيف أنظم وقتي في الدراسة؟
اتبعي هذه الخطوات المفيدة بإذن الله تعالى:
1- يجب تقسيم وقت الدراسة وأخذ استراحة بعد انتهاء مدة تركيزك القصوى.
2- تنظيم وقتك بالكامل (وقت الاستيقاظ – تناول الطعام – الخروج من المنزل والعودة) كلها وفق ما يناسب وقت دراستك.
3- القيام بالمراجعة بشكل منتظم.
5- يجب تخصيص وقت معين من الأسبوع للمراجعة كل ما تمت دراسته.
6- ترتيب المهمات والأولويات.
7- يجب دراسة المواد التي تعتمد على الحفظ في الصباح عندما تكون الذاكرة في أوج نشاطها، بينها الحساب والرياضيات في الليل قبل النوم؛ لأن الدماغ يتابع دراستها خلال ساعات النوم.
وفقك الله لما يحب ويرضا يا بتول، وجعلك من المتميزين في الدارين، ونفع بك الإسلام.