السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا أريد أن أحصل على درجات عالية في الفصل الثاني، وتحسين درجات الفصل الأول، ولكن لا أعلم لماذا لا أدرس كل المواد، حيث لا أقوم بتحضير أو حل الواجبات والمراجعة، وبالتالي أكون في الصف كالصنم، مع أني أشعر بالإحراج؛ لأنني أعلم أني متفوقة، وأستطيع المشاركة، ولكن بسبب أنني لا أحضر لا أستطيع الإجابة، ومع أني لا أدري هل هذا كسل أم ماذا؟ أخاف أن يتدنى مستواي.
لا أقصد أنني لا أفتح الكتاب، بل أذاكر بجد للامتحان، ولكن ينتابني الخوف من المستقبل، ماذا أفعل؟
أرجو أن تساعدوني.
شكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لا شك أنه لكل مجتهد نصيب، ومن كد وجد، والعلم هو من أفضل ما يكتسبه الإنسان في حياته، كل الذي تحتاجينه هو تنظيم والوقت وأن يكون لك دافعية وتصميم وعزيمة من أجل التحصيل الدراسي لتكوني من المتميزين والمتفوقين، تنظيم الوقت وحسن إدارته يعني أن تخصصي وقتا لكل أنشطتك الحياتية، ليس للدراسة فقط، حتى الترفيه عن النفس بما هو طيب وجميل يجب أن يخصص له وقتا، حتى العبادة كقراءة الورد القرآني اليومي مثلاً، يجب أن يخصص لها وقتا، الراحة يخصص لها وقتا، الجلوس مع الأسرة يخصص لها وقتا وهكذا، كل شيء يمكن أن نعطيه الوقت المناسب له ويكون الإنسان مرتاحا وقد أنجز.
من أفضل الطرق وأسهلها وأنفعها هو أن تحرصي أن تنامي ليلاً في وقت مبكر، لا تسهري أبداً بعد الساعة الثامنة والنصف ليلاً أو التاسعة، اذهبي إلى الفراش اقرئي أذكارك، يا حبذا لو توضأت قبل ذلك، وتنامين -إن شاء الله تعالى- قريرة العين، تستيقظين لصلاة الفجر سوف تحسين بالنشاط التام بعد الصلاة، لأن خلايا الدماغ يتم ترميمها في أثناء النوم الليلي المبكر، وتفرز المواد الدماغية الإيجابية في فترة الصباح، خاصة بالنسبة لصغار السن من أمثالك، وبعد صلاة الفجر تدرسين لمدة ساعتين ثم تذهبين إلى مرفقك الدراسي.
الإنسان الذي ينجز في الصباح وفي البكور يحس بسعادة كبيرة، وقطعاً مستوى التركيز لديك يكون في أفضل حالاته، طبقي هذا الجدول وسوف تجدين أن كل شيء قد أصبح سهلاً بالنسبة لك، سيكون استيعابك أيضاً ممتازا في أثناء اليوم الدراسي، وحين ترجعين إلى البيت سوف تحسين بسعادة غامرة لأنك قد أنجزت انجازات كبيرة جداً في محيطك الدراسي، وبعد ذلك خذي قسطا من الراحة مثلاً ثم ابدئي في المذاكرة مرة أخرى، يمكن أن ترفهي عن نفسك بأي شيء ترينه مناسباً، احرصي على صلاتك في وقتها.
إذاً إدارة الوقت هي سر النجاح، والإنسان حين يستشعر أهمية العلم هذا أيضاً يمثل دافعاً قوياً للاجتهاد والمذاكرة، تصوري نفسك بعد 6 أو 7 سنوات من الآن أين أنت، تخرجت، تزوجت، التفكير في الماجستير، دخول ميدان العمل إن كان لك رغبة في هذا وهكذا، إذاً احسبي هذه الحسابات واجعليها نصب عينيك، احرصي على بر والديك؛ لأن ذلك يساعد الإنسان في أن يكون موفقاً وسعيداً في حياته.
الدراسة مع مجموعة من الفتيات قد تكون مفيدة أيضاً، لكن هذا يجب أن يكون خاضعاً لبرنامج معين مرتين أو ثلاثة في الأسبوع يتم هذا اللقاء الجماعي وتناقش فيه المواد الدراسية حسب ما هو مقرر، هذه طريقة البعض أيضاً وجدها مستحسنه جداً، عموماً هذا هو الذي أود أن أنصحك به.
أسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد.