استشارات اجتماعية

كيف يمكنني أن أكون سريعة البديهة وأرد بشكل سريع لآخذ حقي؟

السؤال

السلم عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

أنا أعاني من ضعف في شخصيتي، ولا أقدر على أخذ حقي من الغير، ولا أحب أن أواجه المشاكل، وكثيرا من صديقاتي يقمن بتجريحي، والاستهزاء بي في الكلام، ولكني لا أرد عليهن، وإذا ذهبت إلى البيت، وأتيت للنوم بدأت أحاسب نفسي، وأقول ياليتني قلت كذا وكذا، وهذه الحالة أعاني منها كثيرا.

سؤالي:

كيف يمكن لي أن أكون سريعة البديهة، وأرد بشكل سريع، وآخذ حقي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

شكرا لك على طرح هذا السؤال المتعلق بمشكلة واسعة الانتشار، وإن كان قلة من الناس من يتحدث عنها.

كثيرا ما نرى أنفسنا وسط ظروف اجتماعية لا نرتاح لها، ونتمنى لو تصرفنا بطريقة مختلفة، وقد لا ننتبه لهذا الأمر إلا بعد أن يمرّ هذا الموقف، وخاصة عندما نختلي بأنفسنا.

وكثيرا ما نجد أنفسنا في موقف لا نستطيع فيه أخذ حقوقنا، ونشعر بأننا قد ظـُلمنا من قبل الزملاء والأصدقاء، ونتمنى لو أن شخصيتنا كانت مختلفة عما هي عليه.

فكيف العمل بعد ما ذكرت في السؤال؟

أريدك أولا أن ترفقي بنفسك، فلا تطالبي نفسك بأن تغيّري هذه النفس، وإنما أن تبدئي بتقبل هذه النفس وهذه الشخصية التي لديك، فربما نحن لا نحب جانبا من هذه النفسية والشخصية، إلا أنه من المؤكد أن لهذه النفسية والشخصية جوانب كثيرة حلوة ومفيدة، فتقبل الذات هي المرحلة الأولى للتطوير وتغيير هذه الذات.

مع الأسف أن بعض الناس قد لا يراعون مشاعر الآخرين، فنجدهم يتعدون على الناس، ولا يعطونهم حقوقهم، وعلينا جميعا أن نحسن التعامل مع مثل هؤلاء الناس، وهناك عادة ثلاث طرق لمثل هذا التعامل:

1- التعامل السلبي، بأن نسمح لهم بظلمنا، ونقبل بهذا الظلم، وإن قلنا شيئا فقد لا يكون أكثر من كلمات باهتة، لا توصل رسالة واضحة للذي ظلمنا واعتدى على حقوقنا، وهذا ما يمكن أن يزيد طمعه فينا، ويستمر في ظلمنا وعدم فتح المجال لنا.

2- التعامل العنيف، حيث نقوم بالتهجم على الشخص، وبذلك نكون قد رددنا على الإساءة بإساءة مثلها، والخطأ بخطأ.

3- التعامل الحازم، وهي الطريقة المطلوبة منا، حيث نوضح موقفنا من الشخص برسالة واضحة لا لبس فيها، وبحيث نأخذ حقنا، بلا ظلم للآخر، وكما يقول عمر بن الخطاب: “لست بالخبّ ولا الخبّ يخدعني”.

وتقوم الطريقة الأخيرة على أن تقولي ما تعتقدينه وتشعرين به بوضوح واختصار وبشكل مباشر.

فمثلا إذا قال شخص أنك فعلت أمرا، ويلومك على هذا العمل مع العلم بأنك لست من فعله، فيمكنك في حينها أن تنظري إليه، وتقولي له بهدوء وصوت واضح “معذرة، لست أنا الذي فعل هذا، ولا أدري من فعله”.

ومثال آخر: بعد أن يظلمك شخص ما بأنك قد تأخرت عن موعد معه، وفي الحقيقة هو الذي تأخر، فيمكنك أن تقولي له، أيضا بصوت واضح هادئ واثق “اسمح لي أن أقول: بأنني لست من تأخر، فأنا أتيت في الوقت”.

هذه مجرد أمثلة، ويمكنك تصور مواقف أخرى مشابهة، وتبقى العناصر الهامة لمثل هذه الطريقة الحازمة في التعامل:

• الحديث المباشر مع الشخص المعني، مما يعطيك الثقة والشجاعة لمواجهة الأمر.

• النظر المباشر في عيني من تحدثين، وهذا أيضا من شأنه أن يعطيك الجرأة والشجاعة.

• الصوت الهادئ الواضح الواثق، وبأقل الكلمات الممكنة، فلا تفيد الإطالة بالكلام هنا، وخاصة لوجود الارتباك، فكلما طال الكلام، زاد احتمال الارتباك.

• الاقتصار على الموضوع الذي تحبين الحديث فيه، وتجنـّب الدمج بين عدة مواضيع.

وقد يحاول الشخص الذي توجهين إليه الكلام، قد يحاول جرّك لمواضيع أخرى تنقلك لمواضيع أخرى تزيد من اضطرابك، وبذلك يكون قد حقق ما يريد الوصول إليه.

ويمكنك هنا أن تقولي له “نحن الآن لسنا في صدد الحديث في هذه المواضيع الأخرى، وأريد الحديث فقط في هذا الموضوع”.

وقد تكون هناك بعض الصعوبات في بداية الأمر، إلا أنك ستلاحظين مع مرور الوقت أن ثقتك بنفسك أخذت بالازدياد والنموّ، وقد تصبحين قدوة للآخرين في جرأتك وشجاعتك، والدفاع عن حقك في الحياة.

والله ولي التوفيق.

Related Posts

1 of 39