السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا متزوجة منذ ٩ سنوات، وأعاني نفس المشكلة، مرات أقف على المشكلة وأتخاصم، ومرات أمر مرور الكرام، لأني لا أجد جهداً، وأفكر في أولادي، لا أريد مشاكل أمامهم، خاصة وأن زوجي عصبي، وكلامه صراخ ومؤذي.
باختصار هو يسرق أموالاً أجمعها لنفسي ولأولادي ليوم آخر، والأبشع أنه لا يعترف، ويحاول إيهامي بأن شخصاً آخر أخذها.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أولاً: نسأل الله تعالى أن يُخلف عليك ما فقدت، ونوصيك بأن تُكثري من الدعاء الذي علّمه النبي صلى الله عليه وسلم لمن أُصيب بمصيبة، وهو قوله صلى الله عليه وسلم: (اللهم اؤجرني في مصيبتي، واخلف لي خيرًا منها)، والله تعالى قادر على أن يخلف عليك خيرًا ممّا ذهب.
نصيحتنا لك – ابنتنا العزيزة – ألَّا تجعلي من هذا الخُلق السيء الذي يتخلَّق به زوجك ألَّا تجعلي منه سببًا لزعزعة استقرار الأسرة، وفقد الثقة بين أفرادها، واستري على زوجك ما استطعت، فأنت مأجورة على هذا الستر، فمن ستر مسلمًا ستره الله، لا سيما وهو يحرص على هذا الستر، ولا يريد فضح نفسه.
لا تيأسي من فضل الله تعالى ورحمته، أن يهدي زوجك ويردّه إلى الحق ردًّا جميلاً، فتسعد الأسرة كلها، وهذا لا يعني أن له الحق في أن يأخذ أموالك فضلاً عن أن يسرقها خلسة، ولكنّك إن صبرت واحتسبت فأنت محققة لمصالح دنياك وآخرتك.
كما لا يعني أيضًا أن تتركي أموالك عُرضة أمام هذا الزوج السيء ليأخذها، فخذي بالأسباب من حيث حفظ أموالك بعيدة عن متناول يده، ولو بأن تُودِعيها لدى جهة أخرى مأمونة لديك، وتكتمي عن زوجك ما تملكينه من أموال، فتتجنّبين الوقوع في مشكلات مع زوجك، وفي الوقت نفسه تحفظين هذه الأموال التي تحتاجينها.
نحن نؤكد – أيتها الكريمة – أن الستر على زوجك والتغاضي عنه وإظهار أنك تُصدّقينه فيما يقول؛ هذا خيرٌ لك وله وللأبناء، مع الأخذ بأسباب إصلاحه، من حيث التذكير غير المباشر، والنصح غير المباشر، ومحاولة الترقية الإيمانية له بتذكيره بالله والجنّة والنار، وحثِّه على أداء فرائض الله تعالى، ومجالسة الرُّفقاء الصالحين، وهذه المحاولات في إصلاح الزوج ستعود على الأسرة كلها بالنفع.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلك مفتاحًا للخير، وأن يهدي زوجك ويردّه للحق ردًّا جميلاً، ويُديم الألفة بينك وبينه وأفراد الأسرة جميعًا.