السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا أعيش في تركيا، وكنت قد دخلت اختصاصا منذ 5 سنوات في طب الأسنان، وأنا الآن في السنة الثالثة لأني رسبت مرتين ولا أريد إكمال هذه الدراسة، لأني لا أرى في نفسي دافعا للعمل في هذا المجال طول الحياة، ولكن أبي وأمي يرفضان ويهدداني بأنهما سيتركانني هنا ويعودان إلى بلدنا، وكنت قد اتفقت معهما على أن أنجح هذه السنة، وفي الصيف أدخل معملا وأجرب، فإذا رأيت أني أريد أن أصبح رجل أعمال سيوقفان قيدي الجامعي، فإذا أردت العودة إليه أستطيع بعدها، ولكني لا أشعر بالقدرة على أنني أستطيع أن اتحمل أكثر في هذا التخصص، وأنا سجلت في هذا التخصص لأن عمري كان تحت العشرين، وكنت ككثير من الشباب متخبطا لا أعرف ماذا أريد أن أفعل! فبماذا تنصحونني؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -ابننا الكريم الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يرزقك بر الوالدين، وأن يهديك لأحسن الأخلاق والأقوال والأفعال، وأن يُحقق لنا ولكم في طاعته السعادة والآمال.
أولاً: نُحبُّ أن نؤكد أن التخصص المذكور له رواج، وله أهمية في بلادٍ كثيرة، ومن ضمنها البلاد العربية، البلاد الخليجية، وفي كثير من الأماكن، والمهم هو أن تنجح وتتفوق في مجالك وتتقدّم. وإذا كان هذا هو رغبة الوالد والوالدة فإن هذا ممَّا ينبغي أن يزيدك حماسًا واندفاعًا. وثق بأن ريادة الأعمال لا تتعارض مع الطب ولا مع غيرها من المهن، فهناك أطباء أصبحوا رجال أعمال، ملكوا مستشفيات ومؤسسات طبية، وصيدليات، فتستطيع أن تجمع بين الحسنين، ولكن أتمنَّى في هذا الوقت أن تُقبل على الدراسة، لأن رفضك من الناحية النفسية للدراسة هو الذي يُصعبها عليك، ولكن إذا غيّرت النية وتولّد عندك الدافع، ونشطت عندك الدافعية فإنك ستجد الأمور سهلة مُيسّرة، والسنوات التي تبقَّتْ لن تصعب عليك وقد أكملت سنوات في الدراسة.
فاجتهد في إكمال الدراسة، ثم بعد ذلك تستطيع أن تكون رجل أعمال في هذا المجال أو في غيره، لكنّك تملك شهادة، تستطيع أن تستعين بها بعد الله تبارك وتعالى على البحث عن رزقك الحلال، ولذلك لا تقل (لا أستطيع أن أتحمّل)، واعلم أن المعالي تحتاج إلى جهد، وتحتاج إلى ثبات، وأن صعود الجبال صعب، لكن الذي يصعده يذكر الله، ويتأمَّل في ملكوت الله وينظر إلى المناظر الجميلة، يجد في ذلك العون له على قطع هذا الطريق.
فاستعن بالله، وتوكّل عليه، واذكر الله، واطلب من والديك الدعاء، واستمر في إكمال هذا التخصص الذي بدأته، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.