السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب عمري 22 سنة، في السنة الرابعة حقوق، هذه السنة أصبحت أعاني من الخوف من كل شيء خاصة الآتي:
– الخوف من التحدث أمام الجمهور، وبمجرد التفكير في هذا الأمر أشعر بالخفقان في القلب.
– عند التحدث مع شخص غريب أشعر بتوتر شديد وخوف، ولساني يخطئ فأقول بعض الكلمات بشكل خاطئ.
– ليس لدي ثقة بنفسي مطلقًا، ولا في مظهري أمام الناس، لأنني أعاني من حدبة -انحناء- في أكتافي للأمام، وهذا يُظهرني بشكل غير جذاب، وتعرضت إلى السخرية كثيرًا بسبب وضعية المشي، وفقدت ثقتي بنفسي، فأنا في نظرهم أمشي وذراعي مفتوحة مثل -جون سينا- كما يقولون، وذلك كله من تأثير الحدبة.
– أعاني من الوسواس القهري والذي يقول لي افعل كذا، أو سيحدث كذا، أو امشي هنا أو يحدث كذا.
– لدي فوبيا من الحقن، عندما أذهب لسحب الدم يحدث الآتي:-
1- تعرق شديد.
2- دوخة.
3- إحساس بالترجيع -القيء-.
4- كتم النفس.
– وأعاني من نفس الأعراض في أماكن الزحام كما في الميكروباص.
– كنت أتناول دواء تيراكتين لفتح الشهية، وتركته الآن ولكني أنام كثيرًا، وأريد أن أعود نشيطاً ولا أنام كثيراً.
– ضعف في قدرتي على المذاكرة، فأنا أذاكر كثيرًا ولكن تحصيلي اليومي هو 10 أو 15 صفحة فقط وأحيانًا 20.
أفيدوني من فضلكم، هل هناك أدوية مناسبة وآثارها الجانبية قليلة؟ وبالنسبة إلى انحناء الأكتاف للأمام ما حلها؟ وهل يوجد علاج؟
وشكراً.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
من الواضح من خلال سؤالك –أخي الفاضل– أنك تعاني من الرهاب الاجتماعي، والذي يُصنّف تحت الرهاب أو الخوف العام، والتوتر من الحديث أمام الناس أو لقاء الآخرين والحديث معهم، وكذلك رهبة الحقن الطبية، حيث تُصاب بالأعراض التي ذكرتَ في سؤالك.
أخي الفاضل: نعم يمكن لكل هذه المخاوف وهذا الرهاب أن يُؤثّر على حياتك بشكل كبير، وأحيانًا قد يُوصلك إلى الاكتئاب النفسي، والذي ربما يُفسّر بعض الأعراض التي لديك، كضعف التركيز وغيره، فالرهاب الاجتماعي وغيره يصرفك عن الخروج واللقاء بالناس الآخرين، وبالتالي يمكن أن يُضعف ثقتك بنفسك، وأنت طالبٌ فلابد لك من قدرة عالية على التركيز، مع القدرة على الاختلاط بالطلبة والمدرسين الآخرين دون توتر وارتباك.
علاجُ هذا –أخي الفاضل– هناك طريقتان:
الطريقة الأولى: العلاج السلوكي بأن تنتبه بأن لا تتجنّب المواقف الموتّرة لك والتي تُرهبك، فالتجنُّب لا يحلّ المشكلة، وإنما يزيدُها تعقيدًا وديمومةً، عكس التجنُّب هو المواجهة، بأن تُقدم على هذه المواقف بالرغم من صعوبتها في البداية، إلَّا أنك ستصل إلى الاعتياد على تلك المواجهة، مثلك مثل بقية الناس الآخرين.
الطريقة الثانية في العلاج: هي العلاج الدوائي، والخبر الجيد أن دواءً واحدًا يمكن أن يُعالج كلًّا من الرهاب والوسواس القهري وكذلك الاكتئاب إنْ وجد، لذلك أنصحك إن لم تكفي التدخلات السلوكية بعدم التجنُّب، أنصحك بأن لا تتردد أو تتأخّر في استشارة طبيب نفسي، أو حتى ربما العيادة النفسية عندكم في الجامعة، فمعظم الجامعات فيها عيادة طبية.
الأمر الأخير: نعم مع الأسف الناس يستهزئون عادةً بما هو مختلف عنهم بشكل من أشكال الاختلاف، كما هو الحال معك فيما وصفتَ من انحناء الكتفين إلى الأمام، وفي هذا أنصحك بأن تأخذ موعدًا مع عيادة طبيب العظام، حيث يمكن أن ينصحك إمَّا بالتدخّل العلاجي الجراحي، أو حتى يُحيلُك إلى المعالج الفسيولوجي (المعالج الطبيعي) الذي يمكن أن يُساعدك على تصحيح أو تقويم طبيعة مشيتك، ممَّا يصرف نظرة الناس عنك.
أدعو الله تعالى لك بالصحة والعافية، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.