السؤال
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
جزاكم الله خير الجزاء على موقعكم الرائع هذا، وجعله في ميزان حسناتكم يوم تعز الحسنات.
أنا فتاة أبلغ من العمر عشرين سنة، أعاني من مشكلة الهبات الساخنة، ليس فقط في فترة الحيض، بل غالبا تمتد إلى أن تظل ترافقني شهراً كاملاً تقريباً، وأحيانا تختفي ثم تعود، وهكذا، وعندما أسأل صديقاتي يقلن لي: إنهن يعانين منها فقط في فترة الحيض، أو قبلها بقليل، وبوتيرة أقل مني، ولا يشتكين منها أو من كونها تزعجهن على خلافي تماماً.
وهذه المشكلة بصراحة تزعجني جداً، وأتمنى أن تخف ما أمكن، علماً أن دورتي منتظمة -ولله الحمد-، وحتى إذا تفاوتت، يكون تفاوتاً بسيطاً، وأنا أحسب الدورة -دورتي تتراوح بين 25 يوماً و 30 يوماً، علماً أنها نادراً ما تكون 30 يوماً-، حتى أنني أحيانا أتجنب ارتداء الملابس الكثيرة، لكن من دون جدوى، فالهبات دائما موجودة.
فأرجو منكم أن تخبرونني، هل المشكلة هرمونية؟
علماً أن أمي في صغرها كانت تشتكي منها أيضاً، فهل الأمر وراثي؟ وما هي تأثيراتها؟ وأسبابها؟ وسبل علاجها؟ ووسائل التقليل منها ومن أعراضها؟ أغذية يجب تجنبها؟ هل علي أن أزور الطبيب؟ إذا نعم، فأي تخصص بالضبط؟
وهناك أمر آخر ربما قد يكون له علاقة بهذه الهبات: هو أنني أعاني من عسر في البلع، حتى الآن في رمضان، يعني لا آكل طيلة اليوم وحين أفطر أجد مشكلة في البلع، وفي العادة حين أكون برفقة إحدى صديقاتي، وترى طريقة بلعي، تقول لي: كلي على مهلك، أخبرها أنني آخذ كل الوقت للهضم، وأتمهل ولكن دون فائدة، المشكلة موجودة، وهذا الأخير أيضا تختلف حدته، أي أحياناً يكون غير طبيعي، لدرجة أنني أتوقف عن الأكل، لأني أحس أنني سأختنق، وأحيانا أخرى أستطيع التحمل، وأحيانا أخرى لا أحس به، أخبرتني أمي أنه لدي لوزتان كبيرتان ربما هذا هو السبب، وأخبرتني أن ربما هذه أعراض القلق، ولكن لا أدري، أرشدوني، وشكراً جزيلاً.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالدورة الشهرية لديك منتظمة -إن شاء الله- ولا بد من إجراء بعض الفحوصات والتحاليل للوقوف على سبب تلك الهبات، وهذه التحاليل تشمل وظائف الغدة الدرقية TSH & Free T4 لأن النشاط الزائد في هرمونات تلك الغدة قد يؤدي إلى تلك الأعراض، مع إجراء تحليل VMA في البول؛ للبحث عن مشاكل في الغدة فوق الكلية، وما قد يتكون فيها من مرض يزيد معه إفراز هرمون أدرينالين يسمى: Pheochromocytoma، مع عمل تصوير سونار عليها أيضا؛ لاستبعاد أي نشاط غير عادي في تلك الغدد، كذلك يجب عمل صورة دم CBC، وتصوير المبايض بالسونار، وتحليل الهرمونات إستروجين وبروجيستيرون، وعرض نتائج تلك التحاليل والسونار على طبيب أمراض باطنة وغدد، لإبداء الرأي، وليس في الأمر علاقة وراثية تنتقل من الأم إلى بناتها، والجزء الخاص بالبلع سوف يجيب عنه استشاري أنف وأذن وحنجرة -إن شاء الله-.
حفظك الله من كل مكروه وسوء، ووفقك لما فيه الخير.
————————————————————-
انتهت إجابة: د. منصورة فواز سالم – طب أمراض النساء والولادة وطب الأسرة- تليها إجابة: د. باسل ممدوح سمان -استشاري أمراض وجراحة الأذن والأنف والحنجرة- فأجاب:
طبيعي بأن الضخامة الشديدة للوزتين تسبب عسرا في البلع، ولكن الضخامة المتوسطة لا تسبب هذا العسر، ولكن في حال كون عسر البلع بسبب ضخامة اللوزتين، فلا بد من أن تكون الصعوبة في البلع دائمة وليست مؤقتة، أو أنها تأتي وتزول بحسب الظروف.
في كل الأحوال، لا بد من إجراء فحص جيد للبلعوم والحنجرة والمريء بالتنظير التلفزيوني لكشف وجود أي عائق للبلع، وكذلك يمكن إجراء تصوير شعاعي ظليل باللقمة الباريتية، ومراقبة مرورها عبر البلعوم والمريء، وفي حال وجود أي عائق يظهر مباشرة على شاشة التنظير الشعاعي، كما يمكن إجراء قياس للتغيرات في الضغط داخل البلعوم، ومدخل المريء ومجرى المريء أثناء البلع، بواسطة مسبار يوضع عبر الفم والمريء، ويقاس الضغط أثناء بلع اللقمة.
وبعد هذه الفحوص، وفي حال كونها طبيعية من ناحية عدم وجود أي عائق في المجرى الهضمي لمرور الطعام، فالأرجح عندها أن السبب تشنج عصبي في عضلات البلعوم والمريء، ممكن أي يكون بسبب التوتر النفسي، وهذه علاجها عند اختصاصي العلاج النفسي، أو اختصاصي تقويم السلوك العصبي.
يمكن في الحالات الشديدة حقن البوتوكس، إذا تم تحديد عضلة شديدة التشنج في البلعوم أو مدخل المريء، وهذا في حال فشل العلاج الدوائي، وهذه الحقنة تعطي استرخاء للعضلات المستهدفة، تدوم لمدة ثلاثة أشهر تقريباً.
مع أطيب التمنيات بدوام الصحة والعافية من الله.