السؤال
السلام عليكم
أنا أعاني من حساسية الأنف منذ أكثر من سنة، وراجعت العديد من الأطباء، وكلهم أجمعوا على أنها حساسية في الأنف، وأعاني طول هذه الفترة من صداعٍ، وانسداد الأنف فقط في الليل، ولكن أحس أن الأعراض المذكورة تزداد معاناتي منها يوماً بعد يوم، فمنذ أسبوع أعاني من عدم الراحة في الأنف، وخاصةً الفتحة اليسرى من الأنف، وكذلك من حكة متراوحة بين شديدة وخفيفة في الأنف، وكذلك حكة شديدة في الشفة العليا من الجهة الداخلية للفم أضطر لحكها بأسناني.
كذلك أعاني من عدم الراحة عند الاستيقاظ من النوم، أحس أن رأسي ثقيل نوعاً ما، على الرغم أني أستيقظ، وقد شبعت من النوم، وانسداد كلي لإحدى فتحات الأنف، أي تغلق واحدةً وتفتح الثانية وبالعكس.
عندما سألت الأطباء عن سبب هذه الحكة في الفم والأنف قالوا: إنها نوع من الحساسية، ووصفوا لي بخاخ (Rhinocort)، مع حبوب (Loratidine)، لكني لم أحس بفرق كبير في التخفيف من هذه الحكة المزعجة في الشفة العليا الداخلية للفم والأنف، هل هذا الانسداد هو انتفاخ يحدث داخل الأنف أم ماذا؟ علماً أني لم أعان أبداً من حكة خلال السنة التي مضت، فقط كنت أعاني من صداع، وإلى الآن أعاني منه.
أرجو أن تجدوا لي حلاً لهذه الحالة المزعجة كثيراً، وهي الحكة في الأنف والشفة من الداخل وصداع عندما أستيقظ من النوم، وانسداد كلي لإحدى فتحات الأنف خلال النهار.
وشكراً.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الحساسية في الأنف تحدث نتيجةً لعوامل محددة من روائح، أو عوالق في الجو لا تراها العين، وتكون محمولةً في الهواء الذي نستنشقه، وعند اتصالها مع مخاطية الأنف تتسبب في إطلاق مواد معينة في الدم منها (الهيستامين) من الخلايا المناعية في هذه المخاطية الأنفية, هذه المواد المُطلَقة في الدم تتسبب في توسع الأوعية الدموية في الأنف، وبالتالي تورم في الأنسجة الأنفية ( القرينات الأنفية)، وهذا يؤدي للانسداد في مجرى الهواء في الأنف، حيث قد يكون هذا الانسداد متناوباً بين طرفي الأنف.
كما أن من نتائج التحسس زيادة الإفراز المخاطي في الأنف، والحكة في الأنف، والبلعوم، أو الشفة -كما ذكرت- والعطاس وضعف حاسة الشم … كل هذه الأعراض -وخصوصاً في الليل- تتسبب بنقص في الأوكسجين الدموي بسبب ضعف التهوية الأنفية، وهو ما يرفع الضغط ولو بنسبة بسيطة، ويتسبب في الصداع والثقل في الرأس بسبب توسع الأوعية الدموية الدماغية محاولةً من الجسم لتأمين نسبة أكبر من الأكسجين للدماغ.
لابد من الفحص الجيد للأنف والبلعوم والجيوب الأنفية، وقد نضطر لأخذ الصور الشعاعية للجيوب؛ للتأكد من عدم وجود التهاب مزمن فيها بسبب التحسس، أو وجود البوليبات الأنفية (وهي أكياس ليفية تحتوي المخاط تنشأ من المخاطية الأنفية، أو الجيوب الأنفية وتتسبب في الانسداد الأنفي والصداع المزمن).
العلاج بدايةً بالوقاية من عوامل التحسس في حال كان المريض يعرفها، وفي حال عدم معرفتها يمكن إجراء التحليل الدموي والجلدي لمعرفة هذه العوامل المثيرة للتحسس عند هذا المريض، والوقاية منها، أو إعطائه ما يسمى بالعلاج المناعي لهذه العوامل, العلاج المناعي: هو عبارة عن إبر تحت الجلد، أو نقط تحت اللسان، وتؤخذ بفواصل شهرية لمدة قد تصل لثلاث سنوات، وبعدها يصل المريض للشفاء من التحسس لهذه العوامل -إن شاء الله-.
العلاج الأبسط من هذا هو العلاج الدوائي بمضادات التحسس الفموية مثل: (كلاريتين وسيتريزين …)، وكذلك بخاخات (الكورتيزون) الأنفية الموضعية (فليكسوناز وأفاميس ..)، وكل هذه العلاجات هي مجرد مخففة للأعراض، ولا تعالج بشكل نهائي مرض التحسس، ولذا نؤكد هنا على موضوع الوقاية فهي خير من العلاج.
في حال وجود التهاب مزمن في الجيوب الأنفية، أو البوليبات الأنفية، أو الضخامة الثابتة في القرينات الأنفية، وغير المستجيبة للعلاج، فلابد من العلاج الجراحي بتوسيع فتحات الجيوب الأنفية بالجراحة التنظيرية، واستئصال البوليبات الأنفية، وقطع أو كيّ للقرينات الأنفية.
مع أطيب التمنيات بدوام الصحة والعافية من الله.