السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا إنسانة لا أحب الجلوس في مجالس الغيبة، ولا أغتاب، لكن عندما أكون في المدرسة فإن المعلمة تغتاب، ولا أستطيع إيقافها؛ لأني إذا أوقفتها ستكرهني، كما أني لا أستطيع الخروج من الصف، فماذا أفعل؟
مع العلم أني أنكر بقلبي، وعندما أرجع إلى البيت أبكي؛ لأنني أخاف أن ينزل علي غضب الله -عز وجل- كما أن الناس أصبحوا يسخرون مني لكثرة مغادرتي للمجلس؛ ثم أرجع بعد ذلك، لكني في المدرسة لا أستطيع.
أفيدوني جزاكم الله كل الخير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأهلا بك -أختنا الكريمة- ، وإنه ليسرنا أن تتواصلي معنا في أي وقت، ونسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان إنه جواد كريم.
أختنا الكريمة: إننا نحمد الله إليك تدينك هذا، ونرجو الله أن يثبتك عليه، ونحمد الله أن حبب إليك ترك الغيبة، وعدم محبة الجلوس مع أهلها، وهذا والله هو الخير، فالغِيبة كما لا يخفاك تزيد في رصيد السيئات، وتنقص من رصيد الحسنات: فعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قلت للنبي -صلى الله عليه وسلم-: حسبك من صفية كذا وكذا، فقال -صلى الله عليه وسلم-: ((لقد قلتِ كلمةً لو مزجت بماء البحر لمزجته)).
وصاحب الغِيبة مفلس يوم القيامة: فعن أبى هريرة -رضي الله عنه-، أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((أتدرون ما المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع. فقال: إنَّ المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة، وصيام، وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه، أُخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار)).
وهي مفضية إلى الفضيحة -والعياذ بالله- لأن فيها تتبع عورة المسلمين، والنبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه، لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من اتبع عوراتهم يتبع الله عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه في بيته)).
نسأل الله أن يعافيك من ذلك.
ونصيحتنا لك:
1- لا تتركي المكان الواجب عليك الجلوس فيه حتى لا تتضرري.
2- عند حديث معلمتك عن الغير رددي في نفسك بعض الأذكار حتى لا تستمعي إلى ذلك.
3- أنكري هذا الأمر بقلبك فإن هذا هو المتاح لك.
4- اطلبي من مدرستك التي تغتاب في وقت ما بعد المحاضرة أو في أي لقاء عابر، وبعد أن تشكريها وتمدحيها، اطلبي منها أن تخصص محاضرة عن الغيبة، وقولي لها بعض الزميلات الطيبات لا يعرفن أضرار الغيبة، وأنت -والحمد لله- تستطيعين أن توصلي الرسالة للطالبات أفضل مني يا معلمتي، بهذا تكونين قد نصحت وفي نفس الوقت ما جرحت.
نسأل الله أن يحفظك، وأن يرعاك، وأن يثبتك على الحق، والله الموفق.